أخبار تونس- إنطلقت مؤخرا بولاية زغوان أشغال تهيئة معبد المياه الذي يعد نقطة الانطلاق في مشروع مد طريق مياه نحو قرطاج وذلك باعتمادات قدرها مليونين و200 الف دينار. وستشهد المساحات المتاخمة لمعبد المياه أواخر سنة 2009 استكمال بناء مركز تنشيط سياحي متكون من فضاءات خدماتية وأخرى لعرض المنتوجات الحرفية. وذلك بعد أن استكملت عملية تهيئة حديقة أثرية وبناء وتجهيز متحف بيئي. ويعد معبد المياه الذي أسس في عهد الفينيقيين ، ثم الرومان من بين أبرز المعالم التاريخية وتمتدد قنواته إلى مدينة قرطاج الأثرية. ويتضمن هذا المشروع الرئاسي الذي تفوق استثماراته 4 ملايين دينارا إحداث مسالك ترفيهية انطلاقا من زغوان وصولا إلى قرطاج مرورا بمناطق مقرن جبل الوسط واوذنة وباردو وسكرة. كما يهدف إلى إحياء الذاكرة التاريخية لمسلك الماء بين زغوانوقرطاج وتثمين المواقع البيئية والأثرية. وقد توفقت تونس بفضل السياسات والبرامج والخطط المعتمدة خلال العشريتين الأخيرتين إلى ضمان التوازن بين العرض والطلب عبر تعبئة الكميات القابلة للتعبئة سواء المتأتية من المياه الجوفية أو المياه السطحية ووفرت الماء الصالح للشراب وخاصة خلال فترات الجفاف لكل المناطق العمرانية والتجمعات الريفية والأحياء الشعبية بنوعية جيدة وبصفة منتظمة. وتؤكد تونس بذلك عراقتها في هذا المجال انطلاقا من الحنايا الرومانية مرورا بابن شباط الذي وضع قبل سبعة قرون توزيعا فريدا للمياه بين مقاسم واحات الجريد وصولا إلى السياسات المائية الرائدة الحالية. يذكر أن حجم الموارد المائية في تونس يتجاوز 4.8 مليارات متر مكعب فى السنة منها 610 مليون متر مكعب تجددها ضعيف و5ر1 مليون متر مكعب تتجد سنويا ومصدرها المائدة الجوفية و 2.1مليار متر مكعب من المياه تسيل سنويا فى الأودية. ويتبين من خلال التوزيع الجغرافي لمختلف أصناف المياه في تونس ان 81 بالمائة من الموارد متوفرة بالشمال و11 بالمائة في الوسط و8 بالمائة في جنوب البلاد.