أخبار تونس – تثير علاقة البشر بالكون و أشكال الثقافات المختلفة في عالم اليوم نزاعات حادة بين الشعوب مثيرة العديد من الحروب الأهلية و مشاكل أخرى بين البلدان. لذلك وجب البحث في أهمية الدين كوازع لفعل الخير ولنشر ثقافة السلام. وفي هذا الإطار تندرج الندوة العلمية الدولية ” الدين و ثقافة السلم في العالم”. وهي ندوة تنظم بالتعاون بين المعهد العالي لأصول الشريعة بتونس/ جامعة الزيتونة ومؤسسة كونراد أدناور وذلك من 6 إلى غاية 8 أكتوبر بتونس بمشاركة ثلة من أبرز المفكرين من تونس و من عدة بلدان عربية و غربية مثل الأردن و لبنان و مصر و المغرب و الجزائروألمانيا و فرنسا و سويسرا وإيطاليا. /img src="http://www.akhbar.tn/wp-content/uploads/2009/10/img_0006.jpg" alt="" title="تونس تشيد بأهمية الدين و ثقافة السلم في استقرار العالم" width="500"br وتوجه السيد الأزهر بوعوني وزير التعليم العالي و البحث العلمي و التكنولوجيا لدى افتتاحه يوم الثلاثاء 6 أكتوبر أشغال هذه الندوة، بكلمة للحضور أكد فيها على أهمية مثل هذه اللقاءات في مد جسور التواصل و الحوار بين البلدان كافة. كما راهنت تونس في سياستها على أهمية مبدأ الحوار و التواصل بين الثقافات و الأديان في نشر السلم وتوحدت حول هذا المجهود مجموعة من المؤسسات و الهياكل مع الانفتاح على تجارب مختلف البلدان. و نظرا لأهمية الحوار البناء و الشامل في هذه السنوات الأخيرة في التخفيف من وطأة الحروب، أقيمت منابر حوار التف حولها نخبة من الجامعيين. و أكد السيد وزير التعليم العالي و البحث العلمي و التكنولوجيا على أن ” الدين و ثقافة السلم” هو ” موضوع أولته الشرائع السماوية و المنظمات الإقليمية و العالمية أهمية بالغة و ما انفك يستأثر باهتمام الجميع لأنه يمثل إحدى الركائز الأساسية في استقرار العالم و تنميته”. وأكد السيد الأزهر بوعوني في كلمته أن تونس هي أرض العلم و البحث و اللقاء و التقريب بين أهل الفكر والنظر، إذ لطالما شجع رئيس الدولة زين العابدين بن علي البحث العلمي على تناول مثل هذه المواضيع التي تفتح الآفاق و تستشرف المستقبل و تذكي الحوار بين الحضارات و الأديان و الثقافات. كما صرح بأن هذه الأشغال تأتي تزامنا مع مشاركة تونس المجموعة الدولية الاحتفال باليوم العالمي للسلام، ولاعتماد تونس على منظومة اختيارات مبنية على دعم السلم العالمي و العمل على تركيزه. و كان اللقاء مناسبة بين فيها أهمية الباحث الجامعي في نشر ثقافة السلام و دعمه. إذ أن السلام قيمة إنسانية كونية و هي تضمن التعايش بين الأمم والشعوب و تحقق التضامن الدولي و تشيع التسامح و التعاون. و استعرض الوزير بالمناسبة بعض الشواهد الدينية و التاريخية الدالة على ذلك. و تمثل هذه الندوة مناسبة سيتداول فيها نخبة من أبرز الباحثين الجامعيين من تونس و من البلدان العربية و الغربية الكلمة للتعبير عن مقارباتهم العلمية للموضوع و ذلك من خلال مجموعة من الجلسات العلمية، حوالي 24 جلسة علمية تمتد على مدار ثلاث أيام. من بين هذه الجلسات العلمية نذكر: ” الثقافة و السلم و الدين” و ” في بيداغوجيا السلم”و” السلم في نبوات الأناجيل” و ” إسهام الأديان التوحيدية في أخلاقيات المواطنة العالمية” و” دور المجتمع المدني و الاتصال القيمي في نشر ثقافة السلم” و ” تطور العلوم الإسلامية في صميم حوار السلم بين الأديان التوحيدية” و ” المواطنة و الهجرة و القانون الدولي في دعم السلم العالمي” و ” السلم و العلاقات الدولية في الفقه الإسلامي”... سيقدم هذه الورقات العلمية و عدة ورقات أخرى نخبة من الأساتذة الجامعيين نذكر من بينهم: الطاهر هلال ( تونس)، عامر الزمالي (الأردن)، الأسعد السحمراني ( لبنان)، مريم آيت أحمد (المغرب)، إبراهيم بلقاسم ( الجزائر)، برند توم ( ألمانيا)، هاداس لوبال ميراي ( فرنسا)، لاش ولتار (بلجيكيا)، موريسيو أمبروزيني ( إيطاليا)... و ستختتم أشغال هذه الندوة يوم الخميس 8 أكتوبر و ذلك تحت إشراف السيد أبو بكر الأخزوري وزير الشؤون الدينية. و احتفاء باليوم العالمي للسلم، خلال شهر سبتمبر المقبل، من المنتظر أن تسعى عدة منظمات دولية ناشطة في هذا الإطار إلى ترسيخ السلوك الحضاري والذي يتبنى قيم الحوار و التبادل الثقافي قصد التأسيس لمجتمع فيه مساحة أوفر لمجالات الحوار و التعايش و التقارب بين الأديان، للحد من النزاعات بين الشعوب...