أخبار تونس – احتضن مركز الصحافة الدولية في تونس قبيل ظهر اليوم كما في نيويورك ومانشستر ببريطانيا وهلسنكي بفنلندا وبانكوك بتايلندا لقاءا أعلاميا لتقديم التقرير الرابع لمؤتمر “اقتصاد المعلومات لسنة 2009′′ الذي تصدره كل سنة منظمة الأممالمتحدة للتجارة والتنمية” (CNUCED). وتولى السيد منجي حمدي مدير العلوم والتكنولوجيا وتكنولوجيات المعلومات والاتصال لمنظمة الأممالمتحدة للتجارة والتنمية (CNUCED) تقديم التقرير الذي تضمن صورة واضحة المعالم عن تطور تكنولوجيات المعلومات والاتصال في العالم مبرزا أن اختيار تونس لتقديم هذا التقرير يعود إلى النجاحات التي حققتها في مجالات تكنولوجيات المعلومات والاتصال وأيضا لاستضافتها لقمة المعلومات سنة 2005. وأشار على صعيد آخر أن الهوة الرقمية أصبحت عائقا مهما بالنسبة للدول الأقل نموا مشيرا إلى أن عدد مستعملي الهاتف الجوال في العالم سنة 2008 بلغ نحو أربعة مليارات مشترك بعد أن كان الرقم لا يتعدى المليار و400 ألف مشترك سنة 2003 وقد لوحظ أن دول الجنوب شهدت أكبر تطور في المجال. وقد سمح التطور المذهل للهاتف الجوال أن يصبح أداة مهمة في حياة الناس بل في اقتصادياتهم مما جعل عدد المشتركين به يزيد 10 أضعاف عن الهاتف القار. وتعرض السيد حمدي إلى الوضع في القارة الإفريقية مبرزا أن الوضع غير مرضي عموما في القارة خاصة جنوب الصحراء حيث مازالت الانترنت ذات السعة العالية ترفا بالنسبة للمواطن في إفريقيا عدا تونس والمغرب والجزائر ومصر وجنوب إفريقيا والسيشال كما أن الهاتف الجوال ما يزال متعثرا شيئا ما نظرا لمحدودية البنية الأساسية بالقارة مبرزا أن 14 بلدا إفريقيا تعد فيها الانترنت العالية السعة مشطة للغاية. وبالتعرض إلى موقع تونس في هذا المجال اليوم أكد مدير العلوم وتكنولوجيات الاتصال أن تونس تعد بلدا رائدا في هذه المجال معددا أهم المؤشرات من ذلك أن الزيادة المسجلة في تونس بين 2003 و2008 في الهاتف الجوال بلغت 35 بالمائة حيث يبلغ عدد المشتركين بالهاتف الجوال من التونسيين اليوم 8 ملايين و600 ألف مشتركا أما في الانترنت فتونس من البلدان الاكثر استعمالا للانترنت ذات السعة العالية بنسبة 26.8 بالمائة حيث بلغ عدد المشتركين في موفى العام الماضي 230 ألف مشتركا وينتظر أن يرتفع العدد نهاية العام الجاري إلى 300 ألف مشترك. أما في مجال تصدير خدمات تكنولوجيات الاتصال فإن ما تحققه تونس اليوم بفضل سياستها الرشيدة والاستشرافية في مجال تصدير خدمات الذكاء الاصطناعي مميزة و بلغت 198 مليون دولار سنة 2003 وحققت ما يزيد عن 640 مليون دولار أي بزيادة تربو عن 22 بالمائة سنة 2007. وينتظر أن تعرف صادرات هذه الصناعة في السنوات القادمة تطورا ايجابيا. وأضاف السيد منجي حمدي أن تطور الربط بالهاتف الجوال يعرف تطورا كبيرا رغم الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم اليوم والتي ألقت بظلالها على العالم إلا أن قطاع الاتصالات واصل نموه المذهل حيث سجل خلال الأشهر السبعة الأولى من هذه السنة أكثر من مائة مليون مشترك جديد وهو ما يعني أن الهاتف الجوال بات أداة فاعلة لدى المواطن الذي وجد فيه مساهمة جدية في قضاء حوائجه مثل المعاملات المصرفية وغيرها مما يحتاجه من معلومات ذات علاقة بحياته اليومية. أما السيد الحاج قلاعي وزير تكنولوجيات الاتصال فقد أبرز أهمية الحدث واختيار تونس من ضمن عدد من البلدان لتقديم التقرير وأكد أن المؤشرات مشجعة جدا وتعبر عن الأشواط التي تم قطعها في الميدان مما جعل البلاد تحتل المكانة التي هي جديرة بها بين البلدان الصاعدة مثنيا على الإرادة السياسية القوية التي دفعت بالقطاع إلى الأمام. وأكد السيد الحاج قلاعي وزير تكنولوجيات الاتصال أن المرحلة القادمة ستشهد فيها تونس تحولا جذريا وجوهريا في مشهد تكنولوجيات الاتصال والمعلومات خلال الخماسية القادمة 2009 – 2014 بفضل ما ورد في البيان الانتخابي للرئيس زين العابدين بن علي فبخصوص الانترنت سيتم تطوير السعة الحالية والتي تبلغ 15 جيغا إلى 100 جيغا مع سنة 2014 وان هذا التطوير سيسمح بالترفيع في عدد المشتركين إلى مليون و300 ألف مشتركا فضلا عن توفير فرصة رقمية لكل أسرة من الحواسيب. وأضاف الوزير أن إرساء التلفزة الرقمية الأرضية سيتم بها تغطية كامل البلاد في أفق 2014 مع إعادة استغلال الطيف الترددي وتوظيفه لتطوير الخدمات المستقبلية للاتصالات عبر موجات الراديو ذات السعة العالية وخدمات الانترنت عالية التدفق المتنقلة مثل الوي ماكس وتطوير تقنيات البث مثل نظام الدقة العالية. وبخصوص الهاتف الجوال من الجيل الثالث والرابع أكد الوزير أنه سيبدأ بالعمل وينتظر أن يبلغ عدد مشتركيه أكثر من مليون مشتركا مضيفا أن الهدف الاستراتيجي اليوم لتونس التغيير هو إعداد البلاد إلى ما بعد تقنيات الاتصال الحالية حيث التحديات أكبر.