أخبار تونس – عرف الكاتب والمبدع التونسي مصطفى شلبي عادة بانشغاله على تأليف الكتب في مجال الفن التشكيلي غير أنه في كتاب”وضع الموسيقى التونسية” الصادر لحساب “منشورات فينزي” يطالع القرّاء بالكتابة في شأن الفنون الموسيقية والتأريخ لها من خلال تبيان سمات الموسيقى التونسية وتعداد أبرز أعلامها. ولقد اتبع مصطفى شلبي في كتابه “وضع الموسيقى التونسية”طريقة فضل أن ينقل بها وجهة نظره الشخصية حول المدونة الموسيقية التونسية. ويعلل الكاتب بعده عن الطريقة الاكاديمية المقيدة بالمناهج والمفاهيم الدقيقة بأن الفعل الموسيقي لايمكن حصره ضمن دائرة محددة من الحقل المعرفي المقنن. وتعتبر الموسيقي حسب مصطفى شلبي لغة تخاطب وتعبير فني وجمالي رفيع لا يمكن اخضاعها الى تفسير واحد ثابت “ففي كل مناسبة نعيد فيها الاستماع الى مقطع موسيقي الا ونكتشف أسرارا جديدة”. ويستنجد الكاتب في هذا السياق بالذات بمعرفته الغزير ة في ميدان الفنون التشكيلة إذ يقرن الموسيقى بفنون الرسم والتشكيل فكلما دقق المرء النظر في المقطوعة الموسيقية اكتشف أنها مليئة بدلالات لامتناهية وكلما أعاد المشاهد النظر الى اللوحة الا واكتشف تعابير ومدلولات مغايرة”. واستنادا الى اسلوب سلس ولغة شاعرية حاول مصطفى شلبي في كتابه التعامل مع خصوصيات المتن الموسيقي العربي لينتهي به المطاف إلى صياغة سؤال أساسي كمحصلة لهدفه من وراء الكتابة في هذا الميدان طارحا اشكالية آفاق الموسيقى ومستقبلها في ظل ما أسماه بحالة “التسونامي الاعلامي” ومدى تأثير ذلك على الانتاج الموسيقي وكذلك على ذائقة المتقبل. وتناول الكاتب في مؤلفه الموسيقي كممارسة وكتنظير في علاقتها بالمجتمع وبوسائل الاتصال الجماهيرية وبالمعيش اليومي وبالدين أو المقدس، مشيرا الى تنوع الأنماط الموسيقية واختلاف مشاربها. ومصطفى شلبي كاتب وأديب تونسي يقيم متنقلا بين تونس وباريس كتب عدة مؤلفات مثل: “السقوط نحو القمة” سنة 1978 و”الملصق الفني في أوروبا” 1996 “تونس الملاحم” 1998 و”فرنسواز آدني” 2004 “كان يامكان في حلق الوادي” 2004 و”سيدي بوسعيد” 2005. ويدير مصطفي شلبي حاليا مجلة “الفضاء المشهدي” التي تعمل على التعريف بأعمال بعض الفنانين التشكيليين بتونس وأوروبا ولقد صدر مؤخرا بتونس العدد 118 من هذه المجلة تم فيه التركيز فيه على إقامة الفنان التشكيلي التونسي محمد الرقيق لمدة شهرين بمعهد الفنون الجميلة بمدينة شانزان الصين وعلى المسيرة الفنية للتشكيلية والنحاتة الفرنسية الشهيرة “مارتين مارتين”.