أخبار تونس – تحتضن المكتبة الوطنية خلال الفترة من 2 وإلى 8 نوفمبر الجاري معرضا هاما يقدم نسخا من الأوامر والرسائل الرسمية الصادرة عن الباب العالي في اسطنبول خلال فترة حكم الإمبراطورية العثمانية لمنطقة شمال إفريقيا وعدة مناطق في أوروبا مشفوعة بترجمة لها إلى اللغات العربية والفرنسية والانكليزية. وتهدف هذه التظاهرة إلى إبراز قيم التسامح والتعايش الذي ميز فترة الحكم العثماني التي حكمت شعوبا من اثنيات وثقافات مختلفة خلال عدة قرون طويلة. وتولى السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة علي التراث مساء يوم الاثنين بحضور السيد ناجي أكنجي سفير الجمهورية التركية بتونس ورئيس بلدية تونس شيخ المدينة محسن عباس ومديرة المكتبة الوطنية وجمهور من رواد المكتبة تدشين المعرض الوثائقي تحت عنوان “العيش معا تحت سماء واحدة” الذي تنظمه سفارة تركيا بتونس ببادرة من وزارة الخارجية التركية والإدارة العامة للأرشيف بالوزارة الأولى التركية. وفي كلمة بالمناسبة أشار الوزير أن المعرض هو مناسبة متميزة تبرز التعايش والحوار بين الثقافات والشعوب المختلفة خلال فترة حكم الإمبراطورية العثمانية وأضاف بأن هذه التظاهرة تتزامن مع إعادة انتخاب الرئيس زين العابدين بن علي الذي جعل من حوار الحضارات وترسيخ قيم التسامح من أولويات تونس العهد الجديد. أما السفير التركي فأبرز من جهته أهمية الحدث الذي يتزامن مع احتفالات تونس بالذكرى الثانية والعشرين للتحول والذكرى 86 لقيام الجمهورية التركية مؤكدا في ذات الوقت على المعاني القيمة التي تبرزها الوثائق المعروضة والتي تبرز قدرة الإمبراطورية التركية الإسلامية على جعل التسامح قيمة ثابتة في سياستها على الرغم من توسع الإمبراطورية وتنوع الشعوب والاثنيات والأديان بها. وكانت المكتبة الوطنية شهدت قبل ذلك تقديم محاضرتين بالمناسبة لكل من الدكتور “عبد الحميد هنية” من تونس والدكتور “إبراهيم قيل نار” من تركيا تطرقت الأولى إلى دور العثمانيين في تونس بداية من القرن 15 في الحراك الديناميكي الاجتماعي والسياسي فيما اهتمت المحاضرة الثانية بموضوع الفسيفساء الثقافية “للأوجاق” في بلاد المغرب العربي خلال فترة الحكم العثماني في القرن الثامن عشر.