أخبار تونس تعتبر شبكة الطرقات والجسور من دعائم التنمية الاقتصادية لما لها من أهمية في تأمين سهولة التنقل بين الجهات وما يتلاءم ومستلزمات الحجم المتنامي لحركة المرور والتي تؤمّن القسط الأوفر من نقل الأشخاص والبضائع. وتتولى وزارة التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية بتونس تأمين شبكة هامة من الطرقات وإنجاز مشاريع الطرقات المهيكلة للمدن الكبرى وتجميل مداخلها وبناء الجسور وحماية المدن من الفيضانات... وقد كشفت الأرقام عن أهمية عدد المشاريع المنجزة في هذا السياق، إذ توفقت المصالح المعنية في إنجاز 580 كلم من الجسور والطرقات بكلفة جملية تقدر ب 160 مليون دينار شملت أساسا محول مطار النفيضة زين العابدين بن علي وجسرين في كل من باجةوبنزرت إلى جانب إنجاز 213 كلم من المسالك. وبالإضافة إلى ذلك تشهد تونس الكبرى إنجاز عدد من المشاريع في مجال الجسور والطرقات على طول 23 كلم باستثمارات تعادل 231 مليون دينار إضافة إلى 1370 كلم بباقي الشبكة. وتتجه العناية إلى مزيد تدعيم ما تحقق من إنجازات عبر تعهد البنية التحتية بإنجاز مجموعة من المشاريع ستشمل 658 كلم باستثمارات تناهز 330 مليون دينار ويوجد مشاريع أخرى بصدد طلب العروض وتهم 66كلم باعتمادات تقدر ب178 مليون دينار. وستشمل هذه المشاريع عدة ولايات على غرار ولاية القيروان وقرنبالية ومساكن و” الزاد 4 ” وإنجاز 7 جسور جديدة ومضاعفة الطريق الجهوية 27 بين تركي ونابل على طول 25 كلم. هذا ويتم حاليا دراسة مشاريع يبلغ طولها 55 كلم بكلفة جملية ب125 مليون دينار تهم وصلة ربط بين الطريق الوطنية1 وبرج السدرية والطريق السيارة ” أ1 ” بطول 8 كلم، فضلا عن مضاعفة الطريق الوطنية ” 3 ” بين جبل الوسط والفحص وإنجاز منعرج جندوبة. ونظرا لنجاعة شبكة الطرقات السيارة على مستوى كسب الوقت وتأمين سلامة المسافر في حركة المرور والتنقل بين الولايات، فقد تم تخصيص اعتمادات هامة تسعى إلى تطوير ما تحقق لهذه الشبكة من مكاسب. وسيتم الانطلاق في إنجاز عدة مشاريع تضم 206 كلم بكلفة جملية ب899.8 مليون دينار، ومن المنتظر أن يتم في هذا الإطار وخلال الثلاثي الأول من سنة 2010 إنجاز مشروع الطريق السيارة ” أ1′′ الرابطة بين صفاقس وقابس الممتدة على طول 155 كلم، أما الطريق السيارة وادي الزرقة/ بوسالم فسينطلق طلب العروض الخاص بانجازها مع منتصف سنة 2010. وقد حظيت المشاريع ذات الصبغة الحمائية للمدن هي الأخرى بعناية مكثفة وسيتم إنجاز مجموعة من المشاريع ستشمل أساسا جرزونة ومنزل عبد الرحمان وقابس والمحمدية وحمام الشط والقطار والرديف والقطب التكنولوجي بالمنستير والقطب التكنولوجي بالفجة. وسيتم إدراج إنجاز خمسة مشاريع ضمن ميزانية الدولة لسنة 2010 بتكلفة جملية تبلغ 6.8 ملايين دينار وتهم حماية مدن تبرسق وسوسة ومدنين ولسودة وتوزر. وفي إطار إنجاز ما تبقى من مشاريع مدرجة ضمن المخطط الحادي عشر للتنمية 2007-2011، سيتم برمجة هذه المشاريع ضمن ميزانية الدولة 2011 والتي يصل عددها إلى 12 مشروعا بكلفة جملية تبلغ 16.5 مليون دينار تشمل كل من بنزرت والكاف وغار الدماء وصفاقس وقفصة والوسلاتية. هذا وتخص وزارة التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية البنية التحتية بالعناية الشاملة لغاية الاستجابة لمتطلبات التنمية الاجتماعية والاقتصادية. ولم تتجه العناية فقط إلى الجسور والطرقات والطرقات السيارة ومشاريع حماية المدن من الفيضانات، بل شملت أيضا الأمثلة التوجيهية لتهيئة الجهات الاقتصادية والأمثلة التوجيهية لتهيئة المجموعات العمرانية. ويتم حاليا وحسب ما أشار إليه السيد صلاح الدين مالوش وزير التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية في ندوة صحفية كان قد عقدها أمس الخميس 21 جانفي إعداد كراس الشروط لهذه الدراسات ومن المنتظر أن تنطلق في جويلية 2010. ويذكر أنه يتم إعداد كراس الدراسات المحورية من ذلك دراسة التهيئة والتنمية الخصوصية للمجال الريفي للوسط الشرقي ” ظهير المهدية ” إلى جانب إعداد تقرير المرحلة الأولى لدراسة تهيئة وتنمية المناطق الحدودية ودراسة تهيئة التراب التونسي والنسيج الصناعي، هذا فضلا عن برمجة دراسات أخرى منها خاصة دراسة وضع خطة لتنمية وتطوير المدن الصغرى والمتوسطة. وفي إطار البرنامج الرئاسي 2009-2014 ستعزز مختلف هذه المشاريع بفضل الخارطة الوطنية للبنية التحتية والتجهيزات الجماعية الكبرى وشبكة الرصد الترابي وتهيئة وتنمية المناطق الصحراوية. هذا وسيتم في مجال التعمير الشروع في دراسات جديدة تتمثل في إنجاز 3 دراسات حول الخصوصيات المعمارية لكل من جهة الشمال الغربي وجهتي الوسط الشرقي والوسط الغربي، هذا فضلا عن بعث وحدة عمرانية لمدينة ذات وظائف متعددة وذات بنية تحتية عصرية في إطار المشروع الرئاسي تبرورة. ويذكر أن الندوة الصحفية كانت مناسبة تم فيها تسليط الضوء على أهمية مزيد استقطاب الاستثمارات الخارجية في هذا المجال وذلك بالنظر إلى أهمية المساحة الجملية للأراضي القابلة للبيع حسب صبغة المناطق. وسيتم في إطار الإحاطة بالأحياء الشعبية بالمدن الكبرى تنفيذ برنامج سيمتد من سنة 2010 إلى 2012 ويهم 56 حيا يضم 200 ألف ساكن، بتكلفة تقدر ب7ر149 مليون دينار، ويذكر أنه قد تم الانطلاق في أشغال تهيئة البنية الأساسية بثمانية أحياء بولايات تونس وسوسة وقفصة، ومن المنتظر أن تنطلق خلال شهر أفريل المقبل أشغال ستشمل أحياء أخرى بكل من أريانة ومنوبة وبن عروس وباجة. وجدير بالذكر أن السياسة الوطنية أولت البنية التحتية العناية الكبرى لما لها من مزايا في تنمية الاقتصاد، ففضلا عن كونها تسهل الحركة التجارية وتضمن حيويتها، فهي أيضا تساهم في تنمية الحركة السياحية في كل جهات البلاد ودعم التعريف بالتراث التونسي عبر فك عزلة عدة مناطق.