أخبار تونس - في اطار مهرجان مدينة تونس تولى بالي انانا السوري مساء الخميس 2 سبتمبر 2010 تقديم عرض “الملكة خاتون” على ركح المسرح البلدي في مصالحة للجمهور العريض مع فن البالي والغناء المستمد من الفلكلور. وتابع الجمهور الحاضر في هذه السهرة عددا من اللوحات الكوريغرافية الملونة والرائعة التي قدمتها عناصر فرقة انانا المتكونة من عدد كبير من الشبان والشابات. ويروي هذا البالي القصة التاريخية لحكاية الملكة خاتون في مدينة حلب السورية خلال القرن الثاني عشر للميلاد وما رافقها من أحداث وصراعات ومظاهر حضارية تعكس ما كانت تتمتع به هذه المدينة من عز ومجد وازدهار مما جعلها عرضة لأطماع أعداء اشداء مثل الروم والمغول عند ثغور حدودها. وتمازجت في هذا العرض فقرات سرد الراوي والموسيقى وتعبيرات الرقص والمؤثرات الصوتية والضوئية، فضلا عما تتمتع به عناصر الفرقة من حرفية عالية. ويحث هذا العمل الفني على اتيان الفعل الطيب والتمسك بالوحدة والتضامن إلى جانب التحلي بالشجاعة وخصال الفروسية لمغالبة الصعاب ودحر الاعداء فضلا عن عدم الاستسلام للاحباط، سيما عندما تطرق الراوي إلى سقوط بغداد تحت سنابك خيول المغول اعترف بمرارة الفاجعة ولكنه فتح نافذة للامل “سقطت بغداد ولكن بغداد لم تسقط فينا” و”لن تسقط بغداد فينا اذا كنا نريد أن نبق “. ويستمد “بالي انانا” السوري عصارة مضامينه من التاريخ والحضارة العربية ويتوسل جمالية معاصرة وذكية لتبليغ رسالة ذات نفس قومي وانساني نبيل.