تونس 3 سبتمبر 2010/وات/نجح بالي انانا السوري الذي قدم مساء الخميس عرض / الملكة خاتون/ على ركح المسرح البلدي في اطار مهرجان مدينة تونس في مصالحة الجمهور العريض مع فن البالي والغناء المستمد من الفلكلور فقد تفاعل الجمهور الحاضر في هذه السهرة بكثافة مع اللوحات الكوريغرافية الملونة والرائعة التي قدمتها عناصر فرقة انانا المتكونة من عدد كبير من الشبان والشابات وشدت القصة التاريخية التي يتمحور حولها البالي انتباه الجمهور وهي قصة الملكة خاتون في مدينة حلب السورية خلال القرن الثاني عشر للميلاد وما رافقها من أحداث وصراعات ومظاهر حضارية تعكس ما كانت تتمتع به هذه المدينة من عز ومجد وازدهار في ظل الحكم الرشيد دون اغفال ما كان يتربص بها من أخطار عند ثغور حدودها من قبل أعداء اشداء مثل الروم والمغول وكان الانسجام بين سرد الرواي والموسيقى وتعبيرات الرقص والموءثرات الصوتية والضوئية من أبرز سمات هذا العمل الممتع والمفيد في نفس الوقت .. الممتع بجماليته وباداء عناصره التي تتوفر على حرفية عالية والمفيد من حيث الرسالة التي يحملها في طياته جهرا وايحاء وهي رسالة تحث على اتيان الفعل الطيب والتمسك بالوحدة والتضامن الى جانب التحلي بالشجاعة وخصال الفروسية لمغالبة الصعاب ودحر الاعداء فضلا عن عدم الاستسلام للاحباط فمثلا عندما تطرق الراوي الى سقوط بغداد تحت سنابك خيول المغول اعترف بمرارة الفاجعة ولكنه فتح نافذة للامل // سقطت بغداد ولكن بغداد لم تسقط فينا// و // لن تسقط بغداد فينا اذا كنا نريد أن نبقى // وفي ذلك أكثر من مغزى وأكثر من احالة على واقع معين قديما وحديثا والواقع ان هذا البالي السوري يستمد عصارة مضامينه من التاريخ والحضارة العربية ويتوسل جمالية معاصرة وذكية لتبليغ رسالة ذات نفس قومي وانساني نبيل