أخبار تونس- تعد الإجراءات التي أقرها الرئيس زين العابدين بن علي لفائدة قطاع الشباب لدى إشرافه يوم غرة أكتوبر 2010 على مجلس وزاري للنظر في تجسيم أهداف البرنامج الرئاسي "معا لرفع التحديات" حلقة جديدة في مسار تعزيز الإحاطة بالشباب ومزيد الارتقاء بواقعه واستشراف مستقبل أفضل له. ويجسد القرار الرئاسي المتعلق بإعداد ثلاث دراسات حول "الشباب التونسي الواقع والآفاق" و"مضامين الحوار الشبابي الافتراضي" و"الممارسات الثقافية لدى الشباب" والشروع في تركيز المنتديات الجهوية والمنتدى الوطني للحوار مع الشباب الإرادة السياسية على أعلى مستوى في حفز الشباب على التعبير عن آرائه واستقراء تصوراته بخصوص أساليب التعاطي مع وسائل التواصل الحديثة. كما أوصى رئيس الدولة بوضع برنامج وطني لتكوين القيادات الشبابية في المجال التطوعي وإقرار يوم وطني للتطوع وإحداث جائزة وطنية لأفضل الأعمال التطوعية الشبابية. ويعكس الإعلان عن إدراج بند قار ضمن مختلف البرامج والأنشطة الشبابية يهم القيم الوطنية الحرص على مزيد ترسيخ الاعتزاز بالانتماء إلى الوطن لدى الناشئة وتعزيز وعيها بضرورة العمل والتفاني في خدمته. كما تقرر إطلاق خطة للتواصل مع الشباب عن بعد وتعميم نوادي الإعلامية والانترنات على كافة الولايات بينما جاءت الإجراءات الخاصة بتطوير السياحة الشبابية بالشراكة مع القطاع الخاص وتهيئة 16 مركزا للإقامة و12 مركزا للاصطياف والتخييم لتوفر للشباب فرص مزيد الاطلاع على المخزون الحضاري والثقافي للبلاد وتمكنهم من التمتع بفضاءات عصرية أثناء قضاء عطلهم. وتمثل مختلف هذه الإجراءات حافزا للشباب على مزيد الإقبال على النهل من العلوم والانصراف إلى طلب المعارف حتى يكون القاطرة التي تقود البلاد إلى أعلى مراتب التقدم والرقي والازدهار.
وقد جدد البرنامج الرئاسي للرئيس زين العابدين بن علي 2009-2014 اهتمامه بالشباب حيث تم إفراده بمحور خاص يحمل شعار "لشباب تونس نبني الغد الأفضل". وقد كانت المبادرات الرئاسية في مجال تكثيف الإحاطة بالعنصر الشبابي وتوفير الإطار الحياتي الملائم له محل إشادة وتقدير دولي، وكانت أهمها المبادرة الرائدة المتعلقة بإعلان سنة 2010 سنة دولية للشباب والتي حظيت يوم 18 ديسمبر 2009 بإجماع الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال دورتها 64 بنيويورك فضلا عن إقرارها مقترح الرئيس بن علي بأن تشهد هذه السنة عقد مؤتمر عالمي للشباب يفضي إلى إصدار ميثاق دولي يشد شباب العالم إلى القيم الكونية المشتركة. وقد بادرت تونس بوضع برنامج ثري ومتنوع، لإنجاح هذا الحدث الدولي الذي انطلقت فعالياته يوم 12 أوت الماضي على أن تتواصل على امتداد عام كامل. ويتضمن البرنامج أكثر من 143 نشاطا ، تهم الشباب من مختلف الفئات والانتماءات ويشتمل على سلسلة من الندوات والتظاهرات في جميع المجالات في تونس وخارجها. وقد شكلت سنة 2010 ، سنة مميزة للشباب التونسي إذ شهدت انطلاق الاستشارة الشبابية الرابعة تحت شعار "شباب قادر على رفع التحديات" عبر إجراء مسح ميداني شمل عينة شبابية ضمت 10 آلاف شاب وشابة من الفئة العمرية بين 18 و29 عاما سيكون منطلقا لإعداد دراسة معمقة حول أوضاع الشباب وسلوكياته وقيمه وتطلعاته.
كما حرص رئيس الدولة على إعطاء إشارة انطلاق أشغال برلمان الشباب في 25 جويلية الماضي بمناسبة الاحتفال بذكرى إعلان الجمهورية . وقد تعددت المبادرات المتصلة بدعم حضور الشباب في الهياكل المنتخبة في تونس لعل أهمها الإجراء المتعلق بالتخفيض في سن الترشح لعضوية مجلس النواب والمجالس البلدية إلى 23 عاما والنزول بالسن المؤهلة للانتخاب إلى 18 عاما وهو ما مكن أكثر من نصف مليون شاب إضافي من الاقتراع في الانتخابات الرئاسية والتشريعية لسنة 2009 وفي الانتخابات البلدية ماي 2010. كما شهدت سنة 2008 تنظيم حوار شامل مع الشباب تحت شعار "تونس أولا" أفضى ولأول مرة إلى صياغة "ميثاق الشباب التونسي" أمضى عليه أكثر من مليون و300 ألف شاب وفتاة وإلى إعداد الإستراتيجية الوطنية للشباب للفترة بين 2009/2014 التي تشكل إطارا مرجعيا لمزيد النهوض بواقع هذه الشريحة الاجتماعية وتحقيق تطلعاتها التي تحظى بالأولوية خاصة في مجالات التعليم والتكوين والتشغيل وتكنولوجيات الاتصال.