أخبار تونس – تحتفل دول العالميوم 25 نوفمبر من كل سنةاليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة وكانت تونس قد أحيت هذا الحدث على غرار المجموعة الدولية من خلال تنظيم ورشة وطنية لبحث سبل ارساء منظومة متكاملة لمتابعة وتقييم العنف المبني على النوع الاجتماعي، كآلية لمتابعة تطور هذه الظاهرة من الناحية الاحصائية واتخاذ الاجراءات الملائمة لمقاومتها. تسعى تونس جاهدة لمواكبة المواثيق والعهود والاتفاقيات الأممية ذات العلاقة بالنهوض بأوضاع المرأة ومقاومة كافة أشكال العنف ضدها، وقد تدعمت هذه المكانة للمرأة التونسية بقرار الرئيس زين العابدين بن علي في خطابه بمناسبة الذكرى 23 للتحول باعداد مشروع قانون يتعلق بسحب الاحتراز الاول الذي ابدته تونس على هذه الاتفاقية الاممية في خصوص الجنسية. ولقد انصرفت الجهود الوطنية إلى تكريس مقاربة وقائية تقوم على الاستشراف العلمي والدقيق للتحولات التي يشهدها المجتمع ووقايته من كافة المخاطر التي قد تهدد تماسكه وسلامة افرادهوقد تم في هذا السياق اقرار استراتيجية وطنية للوقاية من السلوكيات العنيفة داخل الاسرة وفي المجتمع، اذن رئيس الدولة باطلاقها بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة في 25 نوفمبر 2008وتهدف هذه الاستراتيجية الى الوقاية من العنف داخل الأسرة وفي المجتمع مع إعطاء الأولويٌة في مرحلة أولى للتصدي لأشكال العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي والتحسيس بخطورته وصيانة المجتمع من انعكاساته السلبيٌة على المرأة بدرجة أولى وعلى الأسرة والمجتمع بشكل عام. وتنهض هذه الاستراتيجية على جملة من الابعاد الاساسية من اهمها البعد الوقائي المتعلق بتوعية الرأي العام وتحسيسه بخطورة ممارسة العنف عامة وضد المرأة بالخصوص وتوظيف الاتصال الاجتماعي لحشد الدعم المناهض لكافة اشكال العنف والبعد الردعي ذي الصلة بوضع منظومة جزائية متطورة تضمن للمراة ومختلف افراد الاسرة السلامة البدنية والمعنوية علاوة عن البعد الاجتماعي الرامي الى تلافي نتائج الضرر اللاحق بالمرأة وتوفير الحماية الاجتماعية والصحية والنفسية الضرورية والى وضع قاعدة بيانات وطنية حول العنف المبنى على النوع. كما ترتكز هذه الاستراتيجيٌة على أربعة عناصر أساسيٌة تتمثل في: - جمع وتحليل واستغلال المعطيات في إطار قاعدة وطنيٌة للبيانات حول العنف داخل الأسرة - تأهيل الخدمات وتطويرها بما يتيح الآليٌات الضروريٌة للإنصات والتوجيه والإحاطة - تأمين حملات تحسيسيٌة مجتمعيٌة ذات أبعاد توعويٌة وقائيٌة - دعم المكاسب القانونيٌة والتعريف بها وضمان تطبيقها. وفي اطار هذه الاستراتيجية، تولت وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين سنة 2008 الاعلان عن نقل الخط الاخضر المجاني المفتوح منذ سنة 1992 للنساء المعنفات على الرقم الجديد 80100707 لاستقبال اتصالات ضحايا العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي والاستماع إلى النساء المعنفات ومساعدتهن من خلال التوجيه والاحاطة والمتابعة علاوة على تنظيم دورات تدريبية في مجال مقاومة العنف والتعهد بالنساء وبالأطفال المعنفين لفائدة الشركاء في تنفيذ هذه الاستراتيجية. وفي نفس الإطار ذاته تم توفير آليات وبرامج وإجراءات للعناية بالمرأة ذات الاحتياجيات الخصوصية يتمٌ من خلالها الإحاطة بالمرأة المعنٌفة والمرأة فاقدة السند والمرأة المسنٌة وبالأمهات العازبات والنساء السجينات وأبنائهنٌ وتنفٌذ في إطار شراكة وعقود برامج مع النسيج الجمعياتي بمختلف جهات البلادوتمٌ إلى جانب ذلك إعداد خطٌة وطنيٌة لحماية الطفولة من العنف ونشر ثقافة اللاٌعنف وإقرار شهر لحماية الطفولة يتمٌ خلاله سنويٌا تكثيف حماية الطفولة المهددة، إناثا وذكورا، من جميع المخاطر التي من شأنها أن تهدد كيان الناشئة وتعرقل اندماجها الفاعل في المجتمع.