استقبل السيد عبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع الوطني صباح يوم الاثنين بمقر الوزارة السيناتور جان ماك كاين من الحزب الجمهوري والسيناتور المستقل جوزيف ليبرمان عضوي الكنغرس الأمريكي بحضور سفير الولاياتالمتحدةبتونس. واستعرض الطرفان خلال هذا اللقاء روابط الصداقة بين البلدين والتعاون التونسي الأمريكي وآفاقه من خلال الوضع الراهن بتونس والثورة المباركة التي شهدتها البلاد. وأكد الوزير الأهمية التي توليها تونس لتعزيز علاقات التعاون بين البلدين ورغبتها في أن تكون شريكا متميزا للولايات المتحدةالأمريكية خاصة أن الشعب الأمريكي كان دوما صديقا للشعب التونسي وسوف تتدعم هذه الصداقة مع بلد أصبح ينعم بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وفي ما يتعلق بالوضع الذي تشهده البلاد حاليا أفاد السيد عبد الكريم الزبيدي أن تونس تمر بمرحلة جديدة وفريدة في تاريخها من خلال الثورة الشعبية العفوية التي انطلقت شرارتها من داخل البلاد والتي فتحت السبيل لتأسيس مجتمع ديمقراطي يضمن سيادة الشعب ويحقق طموحاته. واستعرض في هذا السياق القرارات التي اتخذتها الحكومة المؤقتة في مجال الحريات العامة فضلا عن إحداث ثلاث لجان وطنية للإصلاح السياسي وتقصي الحقائق واستقصاء الرشوة والفساد إلى جانب إقرار مشروع العفو التشريعي العام وتمكين الأحزاب والجمعيات من الحصول على التأشيرة وإطلاق كل مساجين الرأي وفصل الحزب عن الدولة. وأشار الوزير من جهة أخرى إلى انه علاوة على المهام الخصوصية للقوات المسلحة التونسية والمتمثلة في صيانة استقلال البلاد وسيادتها الترابية وحماية مؤسساتها والحفاظ على النظام الجمهوري ومساهماتها في تنمية البلاد الاقتصادية والاجتماعية والمشاركة في عمليات حفظ السلام في العالم تحت راية الأممالمتحدة والقيام بأعمال إنسانية فإنها تضطلع في المرحلة الحالية بدور الإسهام في حفظ النظام العام وحماية المواطن والممتلكات العامة والخاصة وصون المنشات الحساسة في البلاد وذلك بالتنسيق والتعاون الوثيق مع قوات الأمن الداخلي. وأضاف أن هذه المهمة لم تتم على حساب تامين الحدود البرية والبحرية مبرزا أن كل الوحدات العسكرية ستعود إلى ثكناتها حالما يستتب الأمن في جميع مناطق البلاد. كما أكد أن الشعب التونسي يكبر موقف الكنغرس الامريكي الذي سارع بدعم الثورة التونسية مبرزا ضرورة تحسيس أعضائه من خلال إيجاد قوى ضغط تساند تونس حتى تتمكن من تحقيق أهداف هذه الثورة ومن ضمان عوامل نجاح الانتقال الديمقراطي عبر انتخابات حرة في كنف الشفافية التامة. ومن جهة أخرى حيا عضوا الكنغرس ثورة الشعب التونسي وما تنادى به من قيم ومثل طلائعية اتسع صداها إلى كل بلدان العالم مشيرين إلى أن تحية الكنغرس للثورة كانت صادقة ونابعة من عمق الصداقة التونسيةالأمريكية كما نوها بما يتحلى به الجيش الوطني من وفاء وإخلاص لمبادىء الجمهورية ومن روح وطنية عالية في القيام بواجبه وفي تعاطيه مع هذه المرحلة الدقيقة مما جعل الثورة التونسية نموذجا يحتذى به. وأعربا عن استعداد الولاياتالمتحدةالأمريكية لدعم تونس اقتصاديا وعسكريا والمساهمة في إنجاح عملية الانتقال الديمقراطي بها. وفي تصريح لوات ثمن السيناتور الجمهوري جون ماكاين الدور الكبير الذي لعبه الجيش التونسي في الانتقال السلمي للديمقراطية مشيرا إلى أن المحادثة مع وزير الدفاع الوطني تناولت بالبحث عدة مسائل تتعلق بدعم التعاون الثنائي خاصة في المجال العسكري. أما السيناتور جوزيف ليبرمان فقد صرح “أن الثورة التونسية تعد انجازا بناءا حققه الشعب” ملاحظا أن “تونس الديمقراطية الجديدة” أضحت مثالا يحتذى في المنطقة ستسعى الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى دعمه بشتى السبل من خلال تعزيز العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين وتطوير التعاون الاقتصادي عبر إيجاد صيغ جديدة للاستثمار الأمريكي في تونس والإسهام في خلق مواطن شغل.