تشهد المنظومة التربوية التونسية تحولات عميقة تشمل سائر مجالات الفعل التربوي ومكوناته بفضل ما يجري فيها من اصلاح جذري انطلق منذ سنة 2002 كرد على التحديات الداخلية والخارجية المطروحة تحت تأثير التغيرات المتسارعة التي تشق المجتمع الإنساني والتي تفرض على المدرسة تحسين مردوديتها والرفع من أدائها حتى تكون قادرة على المنافسة وتخريج المواطن الذي يسهل لديه الانصهار في مجتمع متغير على الدوام ويجد مكانه ضمن سوق شغل تتبدل ملامحه بوتائر متسارعة، ولا يتسنى للمدرسة بلوغ تلك المقاصد إلا متى أمنت للناشئة على مختلف خصائصهم الذهنية والنفسية الاجتماعية تعلما جيدا واكسابهم كفايات دائمة. وهذا ما يقتضي أن يتمتع المدرس بتكوين نوعي يؤهله الى الاحتراف والمهنية المنشودين بما يوفره له هذا التكوين من كفايات مهنية تمكنه من مسايرة المستجدات والابداع وابتكار الحلول للمشكلات الطارئة والتسلح بالمعارف والمهارات التي يتطلبها منه العمل في أوساط متنوعة ومع أطراف متعددين، لذلك توكل إلى المدرسة والمعلم العمل على رفع تجسيد التوجهات والاختيارات التي وضعها «القانون التوجيهي للتربية والتعليم المدرسي» و»الخطة التنفيذية لمدرسة الغد» (2002). والتي من أبرزها : تكوين عقول مفكرة بدل حشو الأدمغة التحكم في التكنولوجيا الجديدة للمعلومات والاتصال اعداد الناشئة للحياة النشيطة تربية جيدة للجميع التفاعل الايجابي مع المحيط ادخال مواصفات الاحتراف على المنظومة التربوية واعتبارا للأهمية التي تلقى على كاهل تكوين المعلم الأساسي والمستمر يمكننا أن نطرح التساؤلات التالية : أي تكوين فعال لمعلمي المرحلة الابتدائية للتعليم الأساسي؟ ما هي ملامح المعلم الأول وما هي الكفايات المهنية المستوجبة منه في ضوء مقتضيات الاصلاح الجديد؟ ما هي البرامج التعليمية والصيغ التكوينية الكفيلة بارساء الكفايات المستوجبة لمهنة التدريس بالمرحلة الابتدائية من التعليم الأساسي؟ أية ارتباطات ممكنة بين تكوين المعلم الأول الأساسي بالمعاهد العليا وتكوينه المستمر؟ تطمح هذه الندوة الى معالجة القضايا التالية : 1) تشخيص واقع التكوين الأساسي للمعلم الأول وذلك بالوقوف على أداء المعلم الأول ومدى تلاؤمه مع متطلبات الاصلاح التربوي الجديد أثر التكوين الأساسي في أداء المعلم الأول 2) تحليل ملامح المعلم الأول في ضوء المستجدات التربوية وضبط الكفايات المستوجبة وذلك بالوقوف على : ملامح المعلم الأول في القانون التوجيهي والخطة التنفيذية في مدرسة الغد 3) استشراف ما يمكن أن يكون عليه التكوين الأساسي من خلال دراسة بعض المناويل المعتمدة في تكوين المعلمين وذلك بالوقوف على : هندسة التكوين الأساسي للمعلمين التكوين الأساسي للمعلمين التكوين الأساسي للمعلمين في العالم واشكالية الحرفية.