«اين السعادة يا امي» يقول الوشم المنقوش على ساعد الجندي العراقي الذي خدم في جهاز الشرطة في ظل حكم الرئيس السابق صدام حسين ويقسم اليوم على القتال حتى الموت من اجل رجل الدين العراقي مقتدى الصدر الذي يلاحقه الامريكيون. ويقول الشرطي السابق الذي رفض الافصاح عن اسمه انه اتى الى الكوفة مع 50 مقاتلا آخرين من مدينة الناصرية الجنوبية، حاملا معه رشاش كلاشنيكوف فقط وترك وراءه زوجته وخمسة اولاد. وقال الرجل البالغ من العمر 25 عاما «الله يتكفلهم، انا حضرت الى الكوفة عندما امرنا القائد باخراج اليهود والامريكيين من العتبات». ** تعزيزات... في الكوفة وقال احد رفاقه انه حضر للقتال مع الصدر بعد ان سمع ان القوات البريطانية ستنضم الى القوات الامريكية البالغ عددها 2500 جندي والمرابطة خارج النجف. ويتمركز العشرات من المسلحين امام مركز قيادة قوات جيش المهدي التابعة للصدر داخل مسجد الكوفة الكبير، حيث القى الصدر خطبات معادية للامريكيين بعد صلاة الجمعة خلال الاسابيع الثلاثة الماضية. وتخلى الشيخ حازم الموسوي (32 عاما)، عن عمامته السوداء وعباءته منذ اكثر من شهر للقتال الى جانب اخوانه الاربعة في صفوف ميليشا الصدر. وقد قتل اخوه علي قبل اسبوع خلال اشتباكات مع القوات الامريكية على مدخل الكوفة. واخرج حازم من جيب قميصه صورة مجعدة لاخيه علي مبتسما، وصورا اخرى له شخصيا في جبال لبنان المغطاة بالثلوج. وقال انه امضى مع اخيه علي «ثلاثة شهور ملؤها السعادة» في مدينة صور، جنوبي لبنان، حيث عمل في مؤسسة دينية، والتقى خلالها مع قادة المنظمتين الرئيسيتين لدى الشيعة، حزب الله وحركة امل. لكن الاثنين اسرعا في العودة الى العراق في بداية شهر نيسان (افريل) عندما اشتبك الصدر مع قوات التحالف في بغداد والمدن الجنوبية اثر اقفال احدى الصحف التابعة له واعتقال احد مساعديه الرئيسيين. ** استعداد للقتال وقال حازم «هذه مسألة عقائدية واضحة لا تحتاج الى فتوى للجهاد، والدليل موجود وهو هتك حرمة العراقيين». وقال انه مازال يحترم اية الله العظمى علي السيستاني بالرغم من انه لم يدع للجهاد ضد الامريكيين او يدعم موقف ميليشيا الصدر. وكان السيستاني اكتفى بالدعوة الى صيانة حرمة المدن المقدسة والوصول الى حل سلمي للخلاف مع الصدر. وقال عامل قدم من مدينة الموصل البعيدة شمالي العراق تاركا وراءه زوجة وثمانية اولاد ان العراق خسر اثنين من عائلة الصدر وانه ليقدم حياته لحماية مقتدى الصدر. وكان والد الصدر وعم والده قتلا ابان حكم الرئيس السابق صدام حسين وعرفا بمعارفتهما لمعارضتهما العلنية لحكم البعث. وقال ابو احمد الذي يتولى قيادة المركز الرئيسي للقوات في المسجد ان كل الرجال متطوعون لا يتلقون اي راتب ويحضرون اسلحتهم وذخيرتهم بانفسهم. واضاف ابو احمد مشيرا الى ملصق على حائط مكتبه تمثل «شهيدا ايرانيا» قتل مؤخرا في اشتباكات مع امريكيين ان الكثيرين ماضون في طريق الشهادة.