في عددها الأخير تقول صحيفة «الواشنطن بوست» ان بحوزتها حوالي ألف صورة رقمية تحكي الحياة اليومية لجنود الاحتلال ومن بينها صور عديدة لاعتداءات فاضحة على المعتقلين العراقيين.. الصحيفة نشرت بعضا منها منبهة قراءها الكرام إلى الطابع القاسي والقبيح لهذه الصور... خشية على مشاعر كل الذين ساندوا فرسان «تحرير العراق».. وابتلعوا الطعم لما شربوا أكاذيب الادارة الأمريكية... بدأ القصف المضاد.. ولن ينتهي.. وها ان «الصدمة والترويع» يذهلان شعب الدولة الأعظم.. وسنشهد كما حدث بعد حرب فيتنام مواجهة بين أمريكا وأمريكا.. وسيصبح كل من وطأ العراق واستباح دم أهلها وأرضهم وعرضهم منبوذا... والمسخرة هي عندما يعيد التاريخ نفسه.. أيهما أقبح اشلاء جثث أطفال صغار مزقهم صاروخ «دقيق» أم صورة سجين عار.. غير ان «العفّة» تصاب أحيانا بالزكام.. رائحة البترول تغطي نتانة الأفعال. صورة تساوي صاروخا.. والصورة هي أيضا تستهدف القيادات.. بلا حاجة إلى أقمار صناعية.. الصور لا تقصف الشعب الأمريكي وإنما أصحاب القرار.. أولئك الذين جرّوا أمريكا إلى المستنقع.. إلى العزلة.. إلى الكراهية.. بامكان هذه الصور أن تدعي الرغبة في تحرير الشعب الأمريكي من تطرف المحافظين الجدد ومشاريعهم التي تضع الكرة الأرضية في فوهة مدفع.. الا يذكركم هذا بخطاب الجماعة الذين شنوا الحرب على العراق.. والفرق بين صواريخهم وصور العار هو ان الصواريخ تقتل وكفى.. أما الصور فإنها تلوث وتدمر وتشوه ومن تصيبه يموت حيا. ويركن في ذاكرة الناس في خانة الذين ذبحوا الانسانية.. ألم يقل بوش انه يذبح العراق من أجل كرامة العراقيين.. ألم يقل رامسفيلد ان جيشه يضحي من أجل حرية العراقيين.. آلاف الأطنان من القنابل كانت الهدية الأولى.. ثم كان ما كان من أفعال تتقيأ منها المزابل.. ألم ينادوا العرب ليأتوهم صفا صفا وليعلموهم فن الحضارة والمدنية والأخلاق وليرفعوا عنهم الأمية السياسية.. الدرس الأول فن التقتيل والدرس الثاني فن النهب والدرس الثالث «بورنوغرافيا» سادية.. من ينادي شارون «يا صديقي» ويزهو لانتصار الأباتشي على الكرسي المتحرك لا يمكن أن يكون رحيما بنا.. هو يمتلك القوة وأنا امتلك الكره.. والأمل في أن القوة بلا أخلاق لا تنتصر على الأخلاق ولو كانت بلا قوة.