تعتبر أمراض المفاصل من الأمراض الانحلالية أو أمراض المناعة التي تنجم عن خلل في الجهاز المناعي، وتلعب عدة عوامل دورا مُهماً في حدوث الإصابة بهذه الأمراض، كنمط التغذية وقلة الحركة وغيرها. وتجدر الإشارة إلى أن الجسم يمكن أن يقاوم بعض التغيرات التي تطال المفاصل ولكن في بعض الحالات تتفاقم المشكلة ويتحول الالتهاب من الشكل الحاد إلى الشكل المزمن. ووفقاً لما تشير إليه الدراسات فانه في حالة الإصابة المفصلية يتم إنتاج أعداد هائلة من الجزئيات الحرة الضارة، التي يدخل الجسم معها في صراع، وان لم يستطع مقاومتها فالمفصل يصبح مهترئا، لان هذه الجزئيات الضارة تفتت في هجومها الأغشية المفصلية والكولاجين والمادة الغضروفية، وتحدث اضطرابا في السائل المفصلي أيضا. وإذا ما استمر الالتهاب لفترة طويلة دون علاج فان الضرر الناجم عن ذلك يصبح كبيراً. ولذلك ينصح الأطباء بعدم التهاون مع المرض والاسراع في العلاج قصد الحيلولة دون تفاقم المرض. وتتجلى المظاهر السريرية المميزة للإصابات الالتهابية في المفاصل خاصة بتحدد حركة المفصل وظهور الآلام التي تختلف حدتها من شخص الى آخر مع ملاحظة احمرار وتورم على مستوى المفصل المصاب. وتعتبر آلام المفاصل من الامراض التي ما زالت تؤرق الكثير من الباحثين، والملايين من الأشخاص الذين يعانون من آلامها، والذين يراجعون مختلف العيادات الطبية طلبا للعلاج أو التخفيف من حدة معاناتهم التي تتفاقم مع التقدم في العمر، ويعاني العديد من هؤلاء المرضى من المضاعفات الناجمة عن تناول الأدوية المسكنة للآلام والمضادة للالتهاب، وتشير الدراسات إلى أن آلاف المرضى يلقون حتفهم سنويا بسبب المضاعفات الناجمة عن تناول مثل هذه الأدوية. ولتفادي الاضطرابات الناجمة عن التهابات المفاصل ينصح الأطباء عموما بإتباع الارشادات التالية: تناول الأغذية المتنوعة كالخضر والفواكه والحبوب وغيرها التي تمد الجسم باحتياجاته وتقيه من مخاطر الجزئيات الضارة. الإكثار من الحركة وتجنب الرياضة العنيفة والحركات الفجئية والإجهاد الجسدي. التخلص من الوزن الزائد. استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء من اجل التأكد من التشخيص وتقييم حالة المريض الصحية ووصف العلاج المناسب. ولأن الكثير من أمراض المفاصل والعظام تزيد حدتها مع برودة الطقس وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة، وجب الحرص على الحركة وممارسة الرياضة، وعلى من يعانون من خشونة المفاصل وأمراض الروماتيزم الاهتمام بتدفئة المفاصل والعضلات. ولأن الأدوية لا تكون ناجعة في أغلب الاحيان، يعتقد كثير من الباحثين ان نوعية الغذاء المتناول قد تكون الحل الأمثل لتخفيف هذه الآلام. ومن بين الأغذية التي ينصحون بتناولها نذكر السمك والأجبان والثوم والبهارات وأنواع معينة من المكسرات والأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية من نوع أوميغا 3. وهي كلها أطعمة تساعد على التخفيف من التهاب المفاصل كما ان الخضروات والفواكه الغنية بالفيتامينات وخاصة فيتاميني C وE قد تحمي الخلايا من التلف المصاحب لالتهاب المفاصل، اضافة الى ذلك فإن اضافة المكملات الغذائية من المادتين الطبيعيتين «غلوكوزامين» و«كوندرويتين» الى الوجبات تحقق نفس الهدف، اذ تساعد الجرعات المناسبة منها في منع تلف وتحلل الغضاريف. ولا يمكننا بالطبع اهمال التمارين الرياضية المنتظمة التي تساعد على تخفيف الألم والتعب وتحسين نشاط الجسم. ومع ذلك يؤكد العلماء ان هذا لا يعني الاعتماد على الغذاء بشكل كامل، اذ لابد من استشارة الطبيب المختص لتحديد البرنامج العلاجي المناسب لكل مريض. كثيرا ما تتسبب مشاكل آلام الظهر التي يتم الشعور بها بين الحين والآخر في عدم الذهاب الى العمل لعدة أيام، بل إن الآلام الناجمة عنها ربما تجبر بعض الأشخاص على ترك العمل بصورة نهائية. وينصح الأطباء بضرورة ألا يشكل العمل البدني عبءا ثقيلا على الظهر، فالوسائل السليمة لرفع الأشياء وحملها يمكن ان تحمي عضلات الظهر، كما انه من المهم تدريب العضلات، وخاصة تلك التي تقع في عمق الظهر بمحاذاة العمود الفقري، على نحو سليم. وتنبع معظم المشاكل من قلة تدريب عضلات الظهر والبطن والساقين، لكن توجد مشاكل أخرى كثيرة ليست بدنية ولكنها نفسية جسدية، ففي 5٪ فقط من كافة الحالات تكون فقرات الظهر هي المصدر الحقيقي للألم. ومن المهم ألا نقلل من المكون العقلي والذهني، حيث يمكن ان تسبب مشاكل العمل وظروف الحياة المعيشية والتوتر مشاكل الظهر تماما مثلما يحدث عند رفع وحمل الاشياء الثقيلة او الوقوف لفترات زمنية طويلة. وتعد الحركة المنتظمة ذات فائدة كبيرة في هذا الصدد، فركوب الدراجات والركض والمشي وسباحة الظهر جميعها أنشطة جيدة للتغلب على آلام الظهر، وتلعب التمرينات الرياضية دورا هاما في تحقيق استرخاء عضلات الظهر كما تقول الجماعة في تقريرها.