رسالة ياسمين من دمشق هو عنوان المجموعة القصصية للقاصة ندى أحمد الخطاب. المجموعة تضم 18 قصة قصيرة في 66 صفحة. ندى أحمد الخطاب في مجموعتها هذه التي طبعت في تونس (قابس تحديدا) تحمل رائحة دمشق تعبق قصصها بروائح المقاومة والعزّة... جريئة جدّا في سخريتها... ولاذعة في تصديها لأباطرة الهزيمة.. ندى لا ترش السُكر على الموت بل تعري الجلادين حتى لو تواروا في ثياب الملائكة... تفضح «سماسرة الثورة» الذين تاجروا بكلّ شيء حتى ببراءة الأطفال مستغلين فقرهم ففي (علبة الكبريت) مثلا تصدّر القصة ب»عذرا من أطفال المخيمات».. لقد اتخذت ندى السخرية وسيلة لتتحول بعض قصصها الأوسمة السبعة مثلا إلى كاريكاتور... كلهم بدوا أقزاما في معركة الكرامة والحرية... زيفهم انكشف ولم تنطل ألاعيبهم يا للصورة المضحكة التي بدوا عليها... إنها إحدى وسائل التشنيع... ندى تشدنا في هذه المجموعة بجرأتها في اختراق كل المحرّمات والمناطق الملتهبة والمواضيع المسكوت عنها وحيث يخرس آخرون تصرخ ندى بصوت عال : «هذا هو مجالي» «الهجرة» و»الحارقون» ومآسي الزوجات وطمع الشبان في زوجة مشروع تجاري. كل قصص هذه المجموعة يربطها الانتماء إلى وطن.. هي قصائد حبّ حتى الهجاء فيه هو الكيّ. آخر العلاج اعتمدت ندى أحمد الخطاب لغة سلسلة ونجت من فيروس الخطابة ولعلّ أبرز ما يُحسب لندى هو تلك القفلات لقصصها فهي تمسك بتلابيب اللغة وتروضها وتستطيع بكلمات قليلة أن تكثف معانيها لتفرز نهايات موغلة في الحبكة... إنها سرّ امتياز هذه القصص يضاف إليها اعتمادها على مضمون اتكأت عليه ليكتمل المشهد... ندى لا تكتب... انها تصوّر.. فنحن حين نتعاطى مع سطور أقاصيصها نرى الصفحات شاشة تتحرك من خلالها شخوص القصص بكل تفاصيلها.. لنسأل بعد ذلك هل غادرت ندى بلدها أم هي الجسد فقط في مدينة قابس التي أهدت مجموعتها كل نسمة من بحرها؟ نحن بصدد التعاطي مع قصص موغلة في الدفء وأيضا في صنعها تخفي قاصة قدرها الصدق والغوص في عالم القصة بدلال وحياء..