وصفت دمشق أمس ب»غير المبرر» قرار الولاياتالمتحدة فرض عقوبات على سوريا بينما دعا الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الادارة الامريكية لاعادة النظر في سياسة استعداء العرب. وفيما قالت اسرائيل انها مسرورة بالقرار الامريكي لاحظ الخبراء أن الجسور لم تقطع بين دمشقوواشنطن رغم قرار العقوبات. وكان البيت الابيض أعلن امس الأول انه قرر تطبيق عقوبات على سوريا بتهمة دعم الارهاب وتطوير أسلحة دمار شامل وعرقلة الاستقرار واعادة الاعمار في العراق... وتشمل هذه العقوبات خصوصا طائرات تملكها او تشرف عليها الحكومة السورية من الاقلاع من الولاياتالمتحدة او الهبوط في الاراضي الامريكية. وتحظر ايضا صادرات الذخائر واي منتجات من الولاياتالمتحدة الى سوريا باستثناء الأغذية والأدوية. وجاء في بيان البيت الابيض ايضا ان وزارة الخزانة ستجمدحسابات البنك التجاري السوري فضلا عن ودائع يملكها بعض الاشخاص والهيئات الحكومية السورية... **قرار... غير مبرر واعتبر رئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري أمس في دمشق ان قرار البيت الابيض الامريكي تطبيق العقوبات على سوريا اجراء غير مبرر. وقال العطري في مؤتمر صحفي ان هذا الاجراء لن يؤثر في سوريا بشيء. وشدد رئيس الوزراء السوري انه ليس لنا مصلحة اطلاقا بأن يكون هناك اشكال بيننا وبين الادارة الامريكية لان الولاياتالمتحدة هي القوة الوحيدة العظمى والمهيمنة في العالم، مشيرا مع ذلك الى وجود عدد كبير من العاملين في الادارة الامريكية غير منتفعين بتطبيق العقوبات على سوريا... **سياسة استعداء العرب وانتقد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى أمس قرار الرئيس الامريكي جورج بوش بفرض عقوبات على سوريا ودعا الولاياتالمتحدة الى اعادة النظر في سياسة استعداء العرب. وقال موسى في تصريحات للصحافيين ان هذا قرار خطير جدا ويضاف الى النظرة السلبية للعلاقات العربية الامريكية من العراق الى فلسطين الى سوريا وهذا شيء مؤسف. وأضاف «كنا نرجو ان تعيد الولاياتالمتحدة النظر في علاقاتها وتصرفاتها ازاء العرب والدول العربية وان تضع في اعتبارها ان استعداء العرب هي مسألة غير مطلوبة ولها آثارها. ودعا موسى واشنطن الى اعادة النظر في هذه السياسة لان العرب جميعا في حالة غضب على غضب. واعتبر ان هذه السياسة ليست في صالح العلاقات العربية الامريكية ولا لصالح الاستقرار في الشرق الاوسط معربا عن أمله في الا تكون وجهات النظر الاسرائيلية هي التي تفرض نفسها على السياسة الامريكية. وكانت اسرائيل وصفت قرار واشنطن فرض العقوبات على سوريا بانه قرار هام ومهم يثبت تصميم الولاياتالمتحدة على خوض مواجهة بلا هوادة ليس فقط ضد المنظمات الارهابية بل ايضا ضد من يدعهما على حد زعم وزير الخارجية الصهيوني سيلفان شالوم. وعبرت اسرائيل عن سرورها بالقرار الامريكي. **توضيحات... عربية وفي دمشق أشار خبراء الى ان القرار الامريكي يرجى أساسا لتقديم خدمة الى اسرائيل. ولاحظ الخبراء أيضا ان قرار العقوبات لم يقطع الجسور بين سوريا وامريكا. ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن ديبلوماسي عربي في دمشق قوله ان العقوبات التي اختارتها امريكا «رمزية» الى حد ما بما أنها (العقوبات) تستبعد القطاع النفطي. وتفيد التقارير بان نحو 300 شركة امريكية لها مكاتب في دمشق وفي مجال الطاقة يعمل مجمع كونوكو الامريكي مع مجمع طوطال الفرنسي في مشروع كبير في مجال الغاز في سوريا وذلك منذ 1998 وتم لحد الآن استثمار 400 مليون دولار. وأشار الخبراء الى ان الرئيس الامريكي جورج بوش لم يفرض عقوبات تحد من الحوار الامريكي السوري مثل الحد من مستوى التمثيل الديبلوماسي الامريكي في دمشق او فرض قيود على حرية تنقل الديبلوماسيين السوريين في الولاياتالمتحدة.