بدأت أوضاع السوق تميل الى الاعتدال في علاقة بوفرة العرض ومعقولية الاسعار السائدة خلال الايام الاخيرة والتي شملت الخضر والغلال والاسماك وهو ما جعل أغلب المواطنين يشعرون بالارتياح رغم أن أسعار اللحوم والدواجن والبيض مازالت تمارس القفز العالي كانعكاس لندرة العرض وارتفاع كلفة الانتاج. واذا كانت الخضر عرفت خلال الاشهر الاربعة الاولى من العام الحالي ارتفاعا بنسبة 11,7 حسب احصائيات المعهد الوطني للاحصاء مقارنة بما كانت عليه خلال نفس الفترة من العام الماضي فإن الشهر الخامس جاء رحيما اذ اعتدلت أغلب أسعار المنتوجات باختلاف أنواعها وشهدت تراجعا ملحوظا عن معدلات الاشهر الماضية ونما العرض بشكل هام وخاصة بالنسبة للمواد الاكثر استهلاكا مثل البطاطا والفلفل والطماطم والبصل والفقوس. الاتجاه نحول الاعتدال والانخفاض شمل ايضا الغلال اذا كانت أسعار الغلال الصيفية التي نزلت بصفة تبدو مبكرة عن السابق نتيجة الامطار الهامة معقولة وفي متناول المواطنين. هذه الاسعار المنخفضة شملت أغلب الغلال مثل الفراولو والمشمش والخوخ والدلاع والبطيخ التي مازالت في بداية موسمها وتنبئ بأن أسعارها خلال الاسابيع المقبلة ستواصل الانخفاض نتيجة الصابة الهامة المنتظرة التي تهم ايضا التفاح والاجاص. ويذكر ان معدل أسعار الغلال عرف خلال الاشهر الاربعة الاولى من العام الحالي ارتفاعا قارب 9 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. كما كانت لهذه الفترة وما ميزها من تحسّن الأوضاع المناخية انعكاسات هامة على تراجع أسعار أغلب أسعار السمك ومنتوجات البحر المختلفة واتجاهها نحو الانخفاض الذي لوحظ في بداية السنة الحالية وان كان بنسق محتشم (1,2). تواصل الارتفاع وفي مقابل ذلك فإن اسعار اللحوم الحمراء والبيضاء والبيض ومازالت مرتفعة وفوق معدلاتها المعتادة وهو ما لا ينفيه المنتجون والتجار وإن يحتفظ كل طرف بأعذاره وتفسيره للظاهرة التي انهكت الجميع وخاصة المستهلك ويلتقون على ضرورة تدخل الدولة بما يرضي كل الأطراف ويعدل الاسعار. وكانت آخر الاحصائيات التي كشف عنها المعهد الوطني للاحصاء خلال الاسبوع الماضي أكدت ان أسعار اللحوم الحمراء والدواجن ارتفعت خلال الاشهر الاربعة الاولى من العام الحالي بنسبة 15,9 وهي أعلى نسبة ارتفاع في كل المواد الاستهلاكية التي تتكوّن منها قفة المواطن المعتمدة في مؤشر الاسعار. كما نمت أسعار البيض خلال نفس الفترة بنسبة 10 ومازال المنتجون في انتظار التخفيض الفعلي في أسعار الاعلاف بما يخفض من كلفة انتاجهم التي تجاوزت اسعار البيع بالجملة. ويرى المحللون الاقتصاديون ان التوفق في تخفيض أسعار اللحوم بمختلف انواعها والبيض وبتدخل كل الأطراف من شأنه التخفيض في مؤشر مجموعة التغذية التي نمت حسب آخر الاحصائيات بنسبة 7,4 وهي أعلى النسب بين المجموعات الست التي يضمها مؤشر الاستهلاك العائلي بل انها ستؤدي الى تخفيض في المؤشر العام الذي ارتفع في المعدل بنسبة 4,5 خلال الاشهر الاربعة الاولى من هذا العام مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.