بدأت محلات كراء فساتين الأفراح تشهد حركية مكثفة نظرا لانطلاق موسم الأعراس في تونس كل عروس تبحث عن الفستان الذي حلمت بارتدائه ليلة زفافها فتختلف الأذواق وتجتمع ويبقى القاسم المشترك بين هؤلاء الفتيات البحث عن التميّز والتألّق من خلال ارتداء فستان يزيدها اشراقا وجمالا ليلة الاحتفال ب»فرحة العمر». وقد أصبحت الفتيات في بعض دول الشرق تفضل أن يكون فستان زفافها مختلفا عن الأخريات وذلك بادخال ألوان أخرى على اللون الأبيض مثل الأزرق والأحمر والأسود لكن هل تحمل الفتاة التونسية الرغبة نفسها؟ وهل تسعى إلى التخلي عن الفستان الأبيض الذي ألفناه منذ عقود عدّة؟ وما هو واقع كراء فساتين الأفراح في تونس هذه السنة؟ كل هذه الأسئلة مجتمعة سنجيب عنها من خلال هذا النقل. تقول نسرين: «يجب أن يكون فستان الزفاف أبيض خاليا من أي لون آخر، فهذا هو الفستان الذي حلمت بارتدائه منذ سنوات صبايا الأولى واشترط كذلك أن يكون اللون الأبيض ناصعا ولا يميل إلى اللون السكري أو «الباج». سماح بدورها تؤكد أنها ترفض ادخال أي لون آخر على لون فستان فرحها وتتشبث بحلمها فيارتداء فستان ناصع البياض ويكون شكله كفستان الأميرات. وتضيف قائلة: «إن فستان الزفاف يجب أن يكون واسعا ومصمما كفساتين أميرات العصور السابقة لأن الفتاة لا تستطيع رتداءه إلا يوم زفافها لذلك أرفض أن يقع تعديل ألوان الفستان الأبيض التقليدي لأنه فستان أحلام الفتيات». *بعض التغييرات مطلوبة لا مانع لدى عديد الفتيات من أن يكون فستان الزفاف حاملا لبعض «الاكسسوارات» والتعديلات الخفيفة التي لا تؤثر في بياضه وتزيده تألقا. وترى الآنسة لمياء أنها مستعدة أن ترتدي يوم زفافها فستانا أبيض اللون وفيه بعض الألوان الأخرى كالوردي والأحمر على أن لا يؤثر ذلك على نصاعة بياضه. وتقول احدى عارضات الأزياء إنه لكل فتاة وجهة نظر خاصة وفستان الزفاف يجب أن يكون حسب رغبتها وذوقها وأن يحظى باستحسان العريس ولهذا السبب فإن بعض التغييرات الحاصلة على شكل ولون فستان الزفاف أمر وارد ويقف وراءه بحث الفتاة عن التميز عن غيرها وترى أن الأهمية تكمن في ضرورة التحلي بذوق رفيع واحساس راق وأن يتم ادخال هذه الألوان الغريبة على فستان الفرح بطريقة فنية تدلّ على ذوق رفيع. *الفستان الأبيض في الصدارة توضح الآنسة ولاء (عاملة بمحل كراء فساتين الأفراح) أن فستان الزفاف الأبيض مازال يحظى بأهمية كبرى لدى جلّ الفتيات المقبلات على الزواج وأن الفساتين الملونة تكون مطلوبة بمناسبة اقامة حفل «الوطية». وتؤكد السيدة لطيفة الحاجي صاحبة محل كراء فساتين (الأفراح) ما قالته زميلتها ولاء. ان التونسيات مازلن متشبثات بالفستان الأبيض الواسع والناصع البياض لأنه يمثل حلم كل فتاة. *ركود عام وعن واقع كراء فساتين الأفراح هذه السنة تحدثت السيدة لطيفة الحاجي على حالة من الركود الذي أصبح يلف هذا القطاع وعدم الاقبال المكثف من قبل التونسيات على الكراء مقارنة بالسنوات الفارطة حيث يشهد هذا القطاع حركية مكثفة منذ بداية شهر مارس إلا أن هذه السنة مازال القطاع يشهد ركودا إلى غاية موفى شهر ماي وبداية شهر جوان وتأمل السيدة لطيفة في عودة الحركية والانتعاش إلى قطاع كراء الفساتين بعد انتهاء فترة الامتحانات. وتشير السيدة الحاجي إلى أن التونسيات أصبحن يفضلن كراء الفساتين على كراء «الكسوة» التقليدية نظرا لارتفاع تكاليف الزواج والاتجاه نحو اقامة حفل الزفاف بالبلدية. * ناجية المالكي