ذكرت مصادر عراقية مطّلعة ان أعضاء مجلس الحكم الانتقالي المنحل الذين لم تظهر أسماؤهم في تشكيلة الحكومة المعنية الأسبوع الماضي قد فقدوا جميع صلاحياتهم وحرموا من الامتيازات التي كانوا يتمتعون بها وباتوا يفكرون جديا في «الفرار» من العراق خشية عمليات كبيرة قد تنفذها المقاومة العراقية خلال الأسابيع القادمة حسب توقعات هيئة علماء المسلمين. ومن بين الأعضاء ال 25 للمجلس الذي عينته سلطة الاحتلال الأمريكي في العراق العام الماضي قتل اثنان وعين أربعة في الحكومة الجديدة بينما قرر جل الأعضاء المتبقين مغادرة العراق الذي «يفتقد إلى النظام». وأكدت المصادر أنه تم سحب السيارات الرئاسية من أولئك الأعضاء كما سحبت قوة الحماية التي كانت مخصصة لهم وجرى تخفيض رواتبهم إلى حدّ كبير كما أنهم فقدوا كل حصانة وأية صفة رسمية لهم. **ندم وفرار وكشفت المصادر ذاتها ان عددا من أعضاء المجلس المنحل سيشارك بصفته الشخصية في المجلس الاستشاري المزمع تشكيله لاختيار البرلمان العراقي الجديد. وقررت قوات الاحتلال رفع تلك الامتيازات والحصانة عن أعضاء المجلس الانتقالي بعد أن انتهت مهمتهم في المجلس المنحل. وقالت المصادر ان عددا منهم قرر السفر إلى البلدان التي كانوا يقيمون فيها خشية عمليات قد يتعرضون لها على أيدي رجال المقاومة العراقية. ورأى بعض هؤلاء الأعضاء ان الحياة في العراق أصبحت صعبة جدا. وقد عاد عدنان الباجه جي على الفور إلى الامارات العربية المتحدة عقب الاعلان عن غازي الياور رئيسا للعراق الأسبوع الماضي لكن الباجه جي أعرب عن رغبته في ترشيح نفسه في الانتخابات القادمة في جانفي 2005 . وروى العضو السابق في «الانتقالي» سمير الصميدعي من الناحية الشخصية فإن تولي عضوية مجلس الحكم الانتقالي كان أشبه بالعبودية. فمن الناحية الأمنية فقد كان الوضع رهيبا بعد ان تلقينا معلومات استخبارية بأن أشخاصا يتآمرون ضدنا، لقد كان عليّ أن أختبئ وكان حولي جيش صغير من رجال الأمن. وتابع الصميدعي قوله: «لقد عدت مواطنا عاديا مرة أخرى بعد أن أصبحت في النهاية سجينا بالمعنى التام للكلمة». وأعرب عدد كبير من أعضاء المجلس المنحل الذين قرروا العودة إلى المنفى السابق عن ندمهم عن العام الذي قضوه في العراق. أما أحمد الجلبي الذي كان من المقربين لسلطات الاحتلال فقد أصبح على ما بيدو هدفا مزدوجا لرجال المقاومة العراقية بوصفه عضوا سابقا في الانتقالي ولسلطات الاحتلال التي اتهمته بالعمالة لايران. وأكد مصدر عراقي ان الجلبي لجأ إلى مدينة النجف خوفا من عمليات قد تنفذها القوات الأمريكية ضده. وقال المصدر ان الجلبي وجد في النجف ملاذا آمنا بعد ان أضعفت قوات الاحتلال حزبه وأصدرت مذكرات اعتقال ضدّ عدد من أعضائه. وأضاف المصدر أن الجلبي بدا في الأيام الأخيرة مرتبكا وبدت عليه علامات القلق وهو يدرك جيدا حجم الخطر الداهم الذي يحيط به. **عمليات كبيرة وتوقعت هيئة علماء المسلمين السنّة في العراق أمس أن يشهد العراق موجة عمليات كبيرة خلال الأسابيع والأشهر القادمة بسبب عدم رضا العراقيين على الحكومة المؤقتة. وقال المتحدث باسم هيئة علماء المسلمين الشيخ محمد بشار الفيضي في مؤتمر صحفي نحن وللأسف نعتقد ان الأشهر القادمة ربما تشهد أعمال عنف كبيرة بسبب تشكيلة الحكومة الجديدة والتي لم ترض الكثير من العراقيين وأبناء المقاومة. وأضاف الفيضي ان المتابع للأحداث يرى أن للمقاومة هدفا وهو خروج قوات الاحتلال بالكامل من العراق والتحضير للانتخابات لكن الوضع الحالي مخيب للآمال ولا يستجيب لآمال الطامحين للوصول إلى هذا الهدف. واعتبر الفيضي ان الحكومة الجديدة لا تختلف كثيرا وهي ليست أفضل حالا من مجلس الحكم وهي فاقدة للشرعية وقد اعتمدت على الطائفية والعرقية في اختيار أعضائها مشيرا إلى ان الوقت الممنوح لهذه الحكومة قصير لكن مسؤولياتها جسيمة ومن غير الممكن أن تقوم بها.