تسبب دخول نحو اربع مائة مواطن على متن حوالي مائة سيارة يوم الاحد الماضي محمية " سيدي التوي " الواقعة على بعد خمسين كلم من مدينة بن قردان بحثا عن ثمرة "الترفاس " الباهظة الثمن في الحاق اضرار للغطاء النباتي ولبعض الزواحف سيما وان هذه الفترة تمثل فترة تفقيس للبيض . كما تسبب هذا « الزحف البشري » في حالة من الاضطراب للحيوانات البرية المتواجدة بهذه المحمية على غرار غزال الالريم والدركاس والارنب والمهى وحيوانات برية اخرى كالذئب والفنك وذلك وفق ما اكده اليوم الثلاثاء رئيس دائرة الغابات بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بمدنين بشير بن عمر لمراسلة وكالة تونس افريقيا للانباء بالجهة . واستوجبت هذه الوضعية التي حصلت للمرة الاولى تدخل الامن ومصالح الفلاحة لاخراج هؤلاء الاشخاص الذين تفهموا الامر وغادروا المحمية وفق نفس المصدر الذي اوضح انه تجنبا لامكانية تكرر مثل هذه العملية التي كانت تهدف الى جمع ثمرة الترفاس المنتشرة في هذه الفترة وخاصة بعد نزول الامطار تم التدخل لغلق المحمية مؤقتا حفاظا على مخزونها الطبيعي النباتي والحيواني وذلك في اجراء حمائي بالتنسيق مع مصالح الفلاحة وطنيا وجهويا ومع السلط المحلية والجهوية مع تكثيف اعوان الغابات للحراسة لمنع اي محاولة تسلل عبر البوابات الستة للمحمية او عبر سياجها. وعلى غرار بقية المحميات تخضع محمية سيدي التوي الى قوانين استغلال خاصة وان الدخول اليها يقع عادة بصفة منظمة اعتبارا لعبورها من طرف مربي الابل والاغنام عبر ممر محدد وذلك الى جانب وجود عدد هام من الاضرحة التي يزورها الاف الزوار التونسيين والليبيين والجزائريين . وتمثل هذه ا لمحمية التي تمسح ستمائة وخمسين هكتارا محل اهتمام عديد الخبراء والباحثين والطلبة التونسيين والاجانب لمتابعة تطوراتها ولاجراء البحوث بها لما تحتويه من حيوانات برية ومن نباتات طبية وعطرية .