قالت مصادر متطابقة أمس ان الجيش الأمريكي لن يسلّم الرئيس العراقي السابق صدام حسين لا إلى الحكومة المنصبة ولا الى الحكومة العراقية المنتخبة.. وذهبت بعض المصادر الى حدّ القول بأن الأمريكان يخططون لنفي صدام في «آخر العالم» (وربما في الفيليبين) كما حصل للامبراطور الفرنسي المشهور نابليون بونابرت. وكانت منظمة الصليب الأحمر طالبت أول أمس الولاياتالمتحدة بالإفراج عن صدّام أو تقديمه الى المحاكمة كأسير حرب كما كانت وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت ذلك في وقت سابق من العام الحالي.. لكن الأمريكيين يعتقدون أن صدام أسير حرب من طرف واحد.. وقال الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس ان الولاياتالمتحدة ستسلم صدام الى السلطات العراقية في الوقت المناسب من دون أي توضيحات. خطة لنفي صدام وعلى وقع الجدل الذي أثارته دعوة منظمة الصليب الأحمر، للإفراج عن صدام ذهبت بعض المصادر الى حد القول بأن الأمريكيين يخططون في الواقع لنفي صدام. وقال موقع «إيلاف» الالكتروني ان احدى جزر الفيليبين من الأماكن المرشحة لنفي صدام فهي بعيدة كثيرا عن العراق ولن يكون فيها لصدام (ومساعديه الموقوفين) أي مجال للاتصال بالساحة العراقية أو حتى بالمنطقة العربية. كما أن الحضور العسكري الأمريكي الكبير في الفيليبين يسمح بفرض اجراءات متعددة لقطع صدام عن العالم. ونقل موقع «إيلاف» الالكتروني عن مصادر أمريكية قولها أيضا ان سيناريو نفي صدام عرض على قيادات عراقية وعلى قيادات في المحيط العربي والاسلامي والدول الحليفة. ويعتمد واضعو سيناريو نفي صدام على تجربة نفي امبراطور فرنسا المشهور نابليون بونابرت (عام 1814) الى جزيرة «سانت هيلان» على الساحل الغربي للقارة الافريقية. وقد مات نابليون بونابرت في منفاه. حسابات أمريكية وعلى حد قول المصادر ذاتها فإن سيناريو نفي صدام يقصي كل الاحتمالات الأخرى ومنها محاكمته وتسليمه الى حكومة عراقية منصبة أو منتخبة. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قالت الليلة قبل الماضية انها غير عازمة على تسليم صدام أو أي من أعضاء القيادة السابقة المعتقلين الى السلطة الجديدة. وجاء توضيح البنتاغون ليخالف تصريحات رئيس الوزراءالعراقي الجديد إياد علاوي الذي قال ان الحكومة المنصبة ستتسلم صدام حسين قريبا تمهيدا لتقديمه الى المحاكمة. وجدد علاوي أمس القول بأن التحالف وعد بتسليم صدام حسين الى العراقيين. وفي واشنطن ألمحت مصادر قريبة من ادارة الرئيس بوش الى أن تسلم صدام غير مطروح أصلا موضحة أن النية في الادارة الأمريكية تتجه الى عدم تسليم صدام لا الى الحكومة المنصبة ولا الى الحكومة المنتخبة المرتقبة لبداية العام القادم. ولاحظت مصادر مطلعة أن الانقليز الذين يرفضون عقوبة الاعدام يعارضون محاكمة صدام اذ انهم يعتقدون أن كل التهم التي يوجهها الأمريكيون لن تقود الى حكم الاعدام على حد قول المصادر ذاتها. وكانت مصادر غربية أكدت أن الأمريكيين أنفسهم لا يريدون المغامرة بمحاكمة صدام باعتبار الاحراج والمشاكل التي قد تسببها لهم هذه المحاكمة.