بدت الإدارة الامريكية امام ازمة جديدة بسبب الاشكال الذي يثيره تسليم الرئيس العراقي صدام حسين للمحاكمة من عدمه الى حكومة عراقية تقول انها مستقلة وبينما تحرص واشنطن على ابقاء صدام سجينا حتى ان الرئيس الامريكي بات يتحدث عن «سيناريو كارثي» في حال فرار صدام او تحريره اكدت الحكومة العراقية المعينة امس مجددا انها ستتسلّم جميع المعتقلين بمن فيهم صدام بحلول 30 جوان الجاري. ويمثل تسليم صدام حسين الى السلطات العراقية المؤقتة مسألة حساسة لسلطة الاحتلال الامريكي في العراق التي تريد احترام الوعد الذي قطعته بتسليمه للمحاكمة من قبل مواطنيه والتي ترغب في الوقت ذاته في التأكد من انه سيبقى مسجونا. وتواجه الولاياتالمتحدة قرارات صعبة على المستويين السياسي والامني وبدأت تعدّ العدة على الصعيد القانوني لمواجهة اية بلبلة قانونية محتملة حول محاكمة صدام. **قلق بوش وتوخى الرئىس الامريكي جورج بوش الحذر عندما اعلن امس الاول ان عملية تسليم صدام ستتم «في الوقت المناسب» وما ان تسمح الظروف الامنية بذلك دون ان يحدد ما اذا كان ذلك سيحصل قبل نقل السلطة في 30 جوان الجاري او بعده. وتحدّث بوش ضمنا عن «سيناريو كارثي» حول احتمال فرار الرئىس العراقي او تحريره. واضاف بوش: اريد التأكد من ان صدام سيبقى في السجن وهذا جل ما نقوله واعرف انه سيبقى في السجن في نهاية المطاف. وكانت اللجنة الدولية للصليب الاحمر طالبت الاثنين الماضي باطلاق سراح صدام بحلول 30 جوان الجاري وتكمن الازمة التي تواجهها واشنطن حاليا في انه اذا ترددت طويلا في تسليم صدام حسين فإن مصادقية الحكومة العراقية الجديدة التي يفترض ان تتولى السيادة الكاملة ستتراجع وهي اساسا هشّة. ومن شأن التمهل طويلا بسبب الظروف الامنية غير الكافية ان يغذي الانتقادات المتعددة حول حالة الفوضى المتواصلة في البلاد والتحضير السيء لنقل السلطة. وفي المقابل فإن التسرع في تسليم صدام حسين الى حكومة عراقية هشة قد يعزز التوتر القائم. وعبر تخليهم بسرعة عن صدام قد يضطر الامريكيون الى وقف استجوابهم مع السجين الذي وصفوه بالقيم جدا، بأسرع مما يرغبون فيه. وفي حين فشلت الولاياتالمتحدة حتى الآن في بحثها عن اسلحة الدمار الشامل المزعومة في العراق فإن المعلومات التي يملكها صدام حسين المعتقل منذ ديسمبر الماضي في مكان سري قد تكون «قيّمة للغاية». ويعتبر دانيال سيروير الخبير في شؤون العراق في مركز الدراسات الدولية في واشنطن انه قد تكون هناك اسباب عديدة للاحتفاظ بصدام حسين في عهدة الامريكيين سواء كانت اسبابا امنية او استخباراتية. لكنه اضاف ان الالتزام بتسليمه الى العراقيين بات اوضح مما كان عليه في السابق ما ان يتأكد الامريكيون من حل المسائل العملية. وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ريتشارد باوتشر من جانبه لطالما قلنا اننا مستعدون لتسليم صدام حسين ومعتقلين آخرين عندما يصبح العراقيون في وضع يسمح لهم بتولي امرهم. وأضاف باوتشر اظن ان القانون الدولي ينص على استمرار اعتقال اسرى الحرب طالما ان الاعمال الحربية متواصلة. مشيرا الى ان واشنطن تمتلك «اساسا قانونيا مناسبا» لاعتقال صدام حسين في انتظار تسليمه الى العراقيين. **موقف الحكومة لكن الحكومة العراقية المنصّبة اكدت امس مجددا انها ستتسلّم الرئىس صدام حسين قبل موفى جوان الجاري. وقال المتحدث باسم هذه الحكومة بالنسبة الينا سنتسلّم المعتقلين العراقيين لدى قوات الائتلاف قبل يوم 30 من الشهر الجاري ونعتقد ان صدام حسين عراقي. وأضاف المتحدث : انا واثق من اننا سنتسلّم صدام حسين قبل هذا التاريخ. وأشار المتحدث الى ان السلطات الامريكية تريد التأكد من ان المكان المناسب للاعتقال متوفر وكذلك الترتيبات الامنية وحقوق المحاكمة العادلة. وكان رئيس الوزراء في الحكومة العراقية المعيّنة اياد علاوي قد اعلن مساء الاثنين الماضي ان حكومته ستتسلّم جميع المعتقلين العراقيين للمحاكمة بمن فيهم الرئيس صدام حسين.