حازت تونس شرفا دوليا ستؤكد الايام أنه شرف تاريخي نادر، عندما أهّلتها المجموعة الدولية باقتدار لاحتضان المرحلة الثانية من قمة مجتمع المعلومات في نوفمبر من السنة القادمة. وأبان الاجتماع التحضيري الاول الذي التأم نهاية الاسبوع الفارط بمدينة الحمامات بحضور أكثر من ألف مشارك أن «تونس» ستكون السنة المقبلة قطبا لتجميع الخيارات الدولية وتوحيد الجهود من اجل منح البشرية مكسبا جديدا سيُرسم بأحرف من ذهب على صفحات التاريخ. نعم، ستكون «قمّة تونس» موعدا تاريخيا استثنائيا ستتملّك من خلاله بلدنا دورا رياديا في اقرار استراتيجية دولية لتجاوز الهوة الرقمية والتقليص من الحجم المتّسع للفجوة المعلوماتية الموجودة بين الدول الغنية والدول الفقيرة، ولقد اجمع المشاركون في لقاء الحمامات ان «موعد 2005» لا يُمكن ان يكون الا موعدا للحسم وايجاد الحلول المناسبة للاعلان رسميا عن «الوثيقة السياسية الدولية الجديدة» التي ستضع التصوّر النهائي لمجتمع المعلومات الدولي المنشود الذي سيُتيح الفرص المتكافئة والمتعادلة أمام كل الشعوب للاستفادة من التطورات التكنولوجية الحديثة بما يُسهم بصفة كبيرة وفاعلة في ابعاد شبح الاوبئة والخصاصة والفقر والامية والجهل عن الملايين من البشر في كامل المعمورة. وأكثر من ذلك، كانت تونس (طيلة لقاء الحمامات) وستكون (السنة القادمة) الحضن الدافئ الذي سيجمع اليه كل الفرقاء من حكومات ومعارضين وقطاع اعمال ومستهلكين ومنظمات دولية واجهزة رسمية، متيحة لهم الفرصة النادرة والوحيدة لتجاوز الخلافات وانهاء كل «الصراعات» الخفيّة والمعلنة والبدء في مرحلة جديدة من التعاون والشراكة الفاعلة التي ستكون الامل المتبقي لكل الشعوب وخاصة الفقيرة والمعدمة منها من اجل اللحاق قدر المستطاع بركاب التكنولوجيا الحديثة والارتماء في قاطرة النجاة قبل فوات الأوان. ولأنها أهداف خالدة ونبيلة ترقى عن كل الاغراض والمهاترات فإن حظ تونس سيكون مرّة أخرى وافرا لتحقيق اشعاع دولي جديد لن يُنسى على مر التاريخ. «شرف تونس» انها ستكون محل وفاق دولي شامل و»شرفها الاكبر» أنها تستعد على قدم وساق وبكامل ما لديها من تجارب وكفاءات وأخلاق وديبلوماسية لاحتضان اكبر قمة عالمية على الاطلاق سيأتي اليها اكثر من 12 الف شخص من جميع انحاء العالم سيتدارسون ملف الساعة وسيقدّمون حلولا نهائية لاصعب المسائل وأعقدها. وعلى الاطلاق فإن موعد الحمامات التحضيري كان بمثابة «البروفة» الصغيرة والاولى لما ينتظر تونس بأسرها من زخم وتجمّع وانكباب عالمي في نوفمبر من السنة القادمة... وتلك اشارة بأهمية ان يتم العمل المتبقي بنفس العزيمة وعلى نفس القدر من «الجدية» والمثابرة حتى نكسب كل الرهانات ونكون في حجم الاختيار الدولي وعظمة الحدث التاريخي.