كشف تقرير صحفي ان اسرائيل قد تكون بدأت في تجاوز الحاجز النفسي لوجود ايران نووية وتجهّز نفسها لذلك ببناء انفاق سرية تحت الارض تحسبا لحرب نووية حيث قد يتم استخدام تلك الأنفاق «ليحتمي فيها الزعماء الاسرائيليون». التقرير الذي أعدته وكالة «رويترز» قال ان الحلبة المثارة حول تدريبات القوات الجوية الاسرائيلية بهدف إظهار استعداد اسرائيل لمهاجمة المنشآت النووية الايرانية قد تخفي مشروعا محاطا بالسرية وبدرجة أكبر من الهدوء يجري على عمق اسفل تلال القدسالغربية. مشروع وقائي وتطلق وسائل الاعلام الاسرائيلية على هذا المشروع «نفق الأمة» ويراقبه حراس حكوميون، وهو عبارة عن شبكة تحت الارض ليحتمي بها القادة الاسرائيليون في حال نشوب حرب نووية. واعتبرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان هذا نقض للعهد الراسخ الذي قطعته إسرائيل على نفسها بحرمان «أعدائها» من امتلاك قنبلة نووية بأي ثمن. وقال التقرير ان المأزق الذي يصفه الاسرائيليون بالوجودي يبدو قريبا من نقطة اتخاذ القرار. وفي السياق ذاته كتب بريت ستيفنر، الصحفي بجريدة «وول ستريت جورنال» الأمريكية انه كلما ارجأت الولاياتالمتحدة التعامل بصرامة مع إيران كان احتمال شن اسرائيل هجوما في وقت قريب أرجح. لكن الجنرال الاسرائيلي المتقاعد والمستشار السابق للامن القومي غيورا ايلاند قال ان اسرائيل لا تستطيع التحرّك ما دامت الولاياتالمتحدة تجري حوارا حقيقيا بأمانة مع ايران. وأضاف ايلاند انه اذا لم ترضخ ايران ربما تستطيع واشنطن اقناع بيكين وموسكو بدعم فرض عقوبات اقسى. وتابع إيلاند «لكن اسرائيل يمكن ان ينتهي بها الامر وحدها ايضا ليكون امامها خياران سيئان هما عدم القيام بأي شيء والسماح لإيران بامتلاك قوة نووية عسكرية كأمر واقع، او القيام بعمل عسكري، لكنه احجم عن الحديث بالتفصيل عن اي الخيارين يوصي به. مخاوف اسرائيلية في الأثناء صرّح قائد سلاح الجو الاسرائيلي الجنرال عيدو نيحوشتان امس بأن على اسرائيل ان تبذل كل جهد ممكن لمنع وصول نظام الدفاع الصاروخي «أس 300» الى الدول التي قد يحتاج سلاح الجو الى التحليق في اجوائها. وقال نيحوشتان في المقابلة التي نشرتها صحيفة «جيروزاليم بوست» أمس ان منظومة «أس 300» هي نظام صواريخ ارض جو روسية الصنع وهي متطوّرة جدا وذات مدى بعيد ولديها الكثير من القدرات ونحن بحاجة الى بذل كل جهد لمنع المنظومة من الوصول الى اماكن يحتاج سلاح الجو الى العمل فيها او ربما سيعمل فيها في المستقبل». وعلى الرغم من ان روسياوإيران وقعتا على اتفاقية لبيع المنظومة قبل عدة سنوات فإن التقديرات الأخيرة في اسرائيل تشير الى ان المنظومة لم تسلم بعد.