هو أبو الحسن علي بن عبد الغني شهر الحصري ويعرف بالشاعر الضرير. ولد بالقيروان في حدود سنة 415ه. وقرأ على علماء بلده وبرع في العربية، وخصوصا في علم القراءات واشتهر بالأدب في عصر فيض التمدن العربي الإفريقي. وبعد خراب القيروان تحوّل الى الأندلس وأقام بإشبيلية ثم ببلنس سنة 481ه وعاشر جماعة من أكابرها وأدبائها ثم حطت به الرحال بطنجة التي بقي بها يعلم القراءات الى أن أدركته المنية سنة 488ه/1095م. قال ابن حين عرّف به: «كان بحر براعة ورأس صناعة وزعيم جماعة، طرأ على جزيرة الأندلس منتصف المائة الخامسة، بعد خراب وطنه القيروان، والأدب يومئذ بأفقنا نافق معمور الطريق، فتهادته ملوك طوائفها تهادي الرياض النسيم، وتنافس فيه تنافس الديار بالأنس المقيم... ولمّا خلع ملوك الطوائف بأفقنا اشتملت عليه مدينة طنجة وقد ضاق ذرعه وتراجع طبعه». وقال ابن بشكوال في حقه: «أديب رخيم الشعر، حديد الهجو شعره كثير وأدبه موفور». ومن شهادة عبد الواحد المراكشي: «أن الحصري الأعمى كان أسرع الناس في الشعر خاطرا». ومن أشهر قصائده: يا ليل الصب متى غده أقيام الساعة موعده رقد السمار فأرقه أسف للبين يردده ومن أهم مؤلفاته، اقتراح القريح واجتراح الجريح. يشمل قصائد عديدة في رثاء ولد له مات عقب نزوحه الى المغرب مرتب على حروف المعجم. إعداد: ناجح الزغدودي