سهيل بالراضية شغل الجهة اليمنى فكان «بيكاسو» تلك الخانة دون منازع فهو لم يجد صعوبة تذكر في اثبات نفسه بين ناشئي النادي الرياضي البنزرتي بل تفوّق عليهم بشكل لافت نظرا للياقة البدنية العالية التي يتمتع بها ومهارته وفطنته وذكائه في مركز حساس يرتكز أساسا على الفكر والموهبة وقد أضاف الى تلك الخصال الانطلاقات والمراوغات السريعة مما جعله ينتمي الى المنتخب الوطني في جميع الأصناف ويكون محط أنظار الفرق التقليدية حيث نجح الترجي الرياضي التونسي في الظفر بخدماته فتحصل معه على الثنائية في موسم 20052006 وختم المشوار بكأس محلية في الموسم الموالي ولكن لعنة الاصابات تعاقدت مع هذا اللاعب مما جعله لا يشارك بانتظام ومع ذلك فقد قهر بالراضية إصاباته وصنع من محنته طريقا للنجاح فتقمص زي النجم من بوابة فريقه الأم النادي الرياضي البنزرتي وتحصل مع فريق جوهرة الساحل على لقب السوبر الافريقي. ليشغل الناس من جديد ويجعل منه أحد أبرز المرشحين لاستحواذ الجهة اليمنى للمنتخب الوطني في قادم الايام. «الشروق» حاورت سهيل بالراضية فكان الحوار التالي (قبل مباراة الأحد الفارط في الكونغو). في البداية، ماذا يقول سهيل بالراضية عن مدينة بنزرت؟ إنها مسقط رأسي الذي أفاخر به كثيرا فبنزرت عاصمة الجلاء التي اهدت تونس أول كأس أفريقية في تاريخ الأندية التونسية إنني اعتبرها بمثابة «عش الطائر» الذي قد يحلق طويلا ولكن لابدّ له من ان يحط الرحال مهما طالت غربته وترحاله. وماذا عن النادي الرياضي البنزرتي، ألم يشكل مفاجأة مدوية بتصدره الترتيب العام؟ أبدا، فالنادي الرياضي البنزرتي يزخر بالمواهب الكروية وأظن انه بات أكثر الفرق الموجودة بالرابطة المحترفة الاولى التي تقوم بتموين بقية الأندية باللاعبين (إضافة الى شبيبة القيروان والأولمبي الباجي) فالنادي الرياضي البنزرتي يضم هذا الموسم عناصر شابة وموهوبة بصدد تقديم عروض كروية رائعة بعيدا عن كل أنواع الحسابات أو المركبات بل ان أداء هؤلاء الشبان فطري وخاصة في ظل تواجد مدرب محنّك اسمه العربي الزواوي. وماذا عن حظوظ النادي الرياضي البنزرتي في الظفر بالبطولة؟ أظن ان الفريق قادر على الذهاب بعيدا في سباق البطولة ولو كنا أكثر واقعية لقلنا ان النادي الرياضي البنزرتي سيحقق المركز الثالث او الرابع مع نهاية الموسم الرياضي ولكن لن يتحقق ذلك إلا بالمحافظة على أبناء الفريق وعدم التفريط فيهم في الوقت الراهن الى بقية الفرق التقليدية المحلية او الفرق الأجنبية. ولكن ماذا عن حظوظ فريقك النجم الرياضي الساحلي؟ النجم الرياضي الساحلي من الفرق التي قدرها ان تلعب دائما من أجل الألقاب لذلك أظن ان بطولة هذا الموسم تكتسي تنافسا كبيرا بين عدة فرق ولكن الأمر المحيّر في النجم الرياضي الساحلي هو سوء الطالع الذي يلاحق الفريق ويجعله في عدة مناسبات يفقد الألقاب في الأمتار الأخيرة. وماذا عن مقابلة الترجي لحساب الجولة السادسة في سوسة؟ إنها مقابلة رد الاعتبار بحكم الهزائم الثلاث التي مني بها فريقنا ضد الترجي الرياضي في الموسم الماضي ثم ان مثل هذه المقابلة تبقى من المباريات التقليدية التي لها نكهة خاصة بحكم طابعي التشويق والحماس في مثل هذه المواجهات ويبقى الهدف الاول للنجم المحافظة على المركز الاول مهما كان اسم المنافس. ذكرت الترجي ماذا بقي لك من تلك التجربة؟ اعترف أولا بفضل الترجي على شخصي فهذا الفريق رفع أسهم سهيل بالراضية وله الفضل أيضا في شهرتي فلن أقول ان الترجي ظلمني لأنني لست ناكرا للجميل فقد قضيت في الترجي أوقاتا ممتعة وحققت معه الألقاب ولكنني عايشت أيضا فترات صعبة. ولكن البعض يتهمك بعدم الانضباط؟ إنه كلام مردود على أصحابه، وكل ما في الأمر انني بشر مثل سائر الناس بحاجة الى الترفيه عن النفس بين الحين والآخر ولا أظن ذلك جريمة يعاقب عليها اللاعب. وهل ان مثل هذا الكلام دفعك الى الزواج المبكر؟ أبدا، كل ما في الأمر انني اعتبر الزواج المبكر عنصرا مهما لضمان عامل الاستقرار في حياة اللاعب ولذلك قررت الزواج منذ سن الثالثة والعشرين وهو خطوة قد تفند كل الأكاذيب والإدعاءات التي تؤكد عدم انضباطي. هل ندمت على انضمامك الى صفوف الترجي؟ لم أندم، ولكن ما يحزّ في نفسي تلك الطريقة المهينة التي خرجت بها من حديقة الرياضة «ب» فتصوّر ان تجد نفسك تعاقب بمغادرة الفريق لمجرد تصريخ لإحدى وسائل الاعلام ومع ذلك فإنني احترم قرارات الفريق بل اكثر من ذلك فقد استجبت لطلب الحارس الدولي السابق شكري الواعر بعدم الانضمام في تلك الفترة الى النجم او النادي الصفاقسي والعودة مباشرة الى فريقي الأم النادي الرياضي البنزرتي. وهل من شخص معين ساعدك في الترجي؟ نعم، انه بكل تأكيد زياد التلمساني الذي ساهم بشكل كبير في انتقالي الى صفوف الأحمر والأصفر بعد مفاوضات طويلة خاصة بعد دخول فريق «لونس» على الخط في فترة ما للظفر بخدماتي وزياد التلمساني ظل مقتنعا بامكاناتي حتى بعد مغادرتي فريق الترجي. ألم تكن الاصابات سببا آخر عجل برحيلك عن الترجي؟ لعنة الاصابات قد تلاحق اي لاعب في العالم والكل يعلم ما تسببت فيه الاصابات لأحسن لاعب في تونس وهو ياسين الشيخاوي، إنه سوء الطالع وكل ما يمكن ان أقوله في هذا الموضوع قوله عزّ وجل قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا. بعيدا عن الاصابات، هل تعتبر نفسك أفضل ظهير على الساحة الرياضية؟ بكل تواضع وبعيدا عن أشكال الغرور، اعتبر نفسي الأفضل على الاطلاق ويكفيني فخرا ان الجميع يشهد بسرعتي الفائقة والتكامل بين الدور الدفاعي والهجومي وما يعرف بميزة القوة الانفجارية.. وإنني أفاخر في هذا الصدد بإيقاف أقوى الأجنحة الذين واجهتهم وفي مقدمتهم زهير الذوادي وهشام ابو شروان ومحمد الجديدي وأحمد سعد. هذا يعني انه بإمكاننا ان نشاهدك تشغل الجهة اليمنى للمنتخب في قادم الأيام؟ بصراحة تامة تحادثت مع المدرب كويلهو الذي دعاني الى مزيد العمل على مستوى الدور الدفاعي لأنني من النوع الذي له نفس هجومي يفوق بكثير دوري الدفاعي وأنا بصدد تطبيق نصائح كويلهو وكلي أمل في تعزيز صفوف المنتخب الوطني بمجرد تجاوز هذه الاصابة التي تعرضت اليها في مقابلة فريقنا ضد نادي حمام الانف. .. وماذا عن الاحتراف؟ الجميع يعرف أنني من اللاعبين الذين يفضلون سياسة المراحل والتدرج من فريق الى آخر وهو ما أقدمت على فعله بانضمامي من النادي البنزرتي الى الترجي في مناسبة اولى ثم من البنزرتي الى النجم في مناسبة ثانية وأفكر حاليا في الاحتراف في البطولة الفرنسية حيث سبق لفريقنا مواجهة «أوكسار» الفرنسي ولم ألاحظ وجود فوارق كبيرة على مستوى النسق لذلك أفكر في خوض غمار الاحتراف خلال الصائفة القادمة ومن فرنسا قد أفكر في التحول الى «البوندسليغا». ولكن هل ان رئيس الفريق يوافقك الرأي؟ السيد معز ادريس رئيس متفهم ومتفتح ويعي جيدا مصلحة النجم وأيضا مصلحة اللاعب ولا أظنه يرفض ذلك بمجرد توفر العرض الذي يرضي مصلحة الجميع. بعيدا عن الرياضة لماذا انقطعت عن الدراسة؟ أنا شخص يؤمن بالتحصيل العلمي ولذلك تحصلت على شهادة الباكالوريا ثم درست بالمعهد الأعلى للرياضة بقصر السعيد بهدف الحصول على شهادة الأستاذية في التربية البدنية ولكنني انقطعت بحكم التزاماتي الكروية وقررت في الفترة الأخيرة مواصلة دراستي وتحقيق احد أبرز أحلامي في أن أصبح مدربا في يوم من الأيام. وماذا عن سهيل بالراضية قبل كرة القدم وبعدها؟ أنا انتمي الى عائلة محترمة ماديا ولكن لا يمنع ان كرة القدم حسنت وضعيتي الاجتماعية والمادية. وماهي حكمتك في الحياة؟ ما رضاء الله الا برضاء الوالدين. وماذا عن الاصدقاء؟ كل الاصدقاء اخترتهم من الاخيار الذين لا صلة لهم بكرة القدم وفي مقدمتهم رياض البوراوي وزهير الحفيان وعائلة قريسة ورضا سلطان هذا بخصوص الاصدقاء في سوسة ولكن لدي ايضا اصدقاء أحبهم كثيرا لأنهم ساندوني زمن الشدائد وخاصة عبد الرحمان الشريف ونوفل مبزعية وهشام الصيد وكلهم في بنزرت. وماذا لو نفتح صفحة من صفحاتك العابثة؟ لا يوجد انسان واحد معصوم من الخطإ ولا أظنني خالفت هذه القاعدة. لو تختم هذا الحوار بأمنية ماذا تكون؟ أتمنى اولا وأخيرا النجاح للمنتخب الوطني والنجم الرياضي الساحلي وشخصيا أتمنى من الله ان يرعى والديّ مصطفى ومنانة.