أكدت مصادر صحافية أمريكية أن الرئيس الأمريكي لم يعد راغبا في البقاء في افغانستان وإنه بصدد مراجعة إستراتيجيته للحرب هناك، فيما أعلن رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني رغبته في تقليص الإلتزام العسكري لبلاده وانه سيناقش ذلك مع حليفه الرئيس أوباما. وأكدت تقارير صحافية إن الرئيس الأمريكي أشار بوضوح إلى احتمال الانسحاب من افغانستان وقالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن أوباما «أشار بصورة واضحة إلى نيته الانسحاب من أفغانستان إذا لم تؤت العملية العسكرية أكلها بهزيمة تنظيم (القاعدة) وحركة (طالبان)». الرصاصة الأخيرة... وفي السياق ذاته أوضحت الصحيفة الأمريكية أن أوباما «أفصح أثناء مقابلات تلفزية أنه بصدد مراجعة إستراتيجيته للحرب في أفغانستان» وأنه سيرسل مزيدا من القوات «إذا كان ذلك سيؤدي إلى هزيمة تنظيم (القاعدة) و(طالبان)» مضيفا إنه «إذا تبين أن الوضع على الأرض ليس كذلك فإنه لا يرغب في البقاء في افغانستان لمجرد البقاء هناك في إشارة منه لإحتمال الانسحاب من أفغانستان» حسب ما ورد بالصحيفة. وكانت صحيفة «الغارديان» البريطانية قد كشفت مؤخرا النقاب عن أن النقاش في لندنوواشنطن تطور ووصل حد الحديث عن «إستراتيجية للإنسحاب من افغانستان». وعلى الصعيد الميداني ذكرت ال«واشنطن بوست» الأمريكية أن القوات الأمريكية تلقت أوامر بالإنسحاب من القرى الأفغانية المتناثرة والتوجه إلى المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في البلاد. وأوضحت الصحيفة أن سبب هذا الانسحاب حسب ما صرح به الجنرال ستانلي ماكريستال قائد القوات الأمريكية في أفغانستان وقوات «الناتو» يعود إلى «المعارك الدامية» التي خاضوها ضد حركة «طالبان» في المناطق ذات الكثافة السكانية المخفضة. وفي إطار الانسحاب من أفغانستان لم تعد هذه الفكرة حكرا على أمريكا وبريطانيا وحدهما بل أصبحت إيطاليا أكثر حرصا على ذلك منهما وهو ما صرح به رئيس وزرائها مساء أمس الأول. الالتزام الدموي الايطالي!.. وقال رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني لدى وصوله إلى الولاياتالمتحدة مساء الثلاثاء.. للمشاركة في اجتماعات الدورة الرابعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة إنه سيناقش إمكانية تقليص الالتزام العسكري الايطالي على المسرح الدولي مع حليفه الامريكي باراك أوباما. وعزت صحف إيطالية هذا القرار إلى «حاجات تتعلق بالميزانية الايطالية تفرض عليها إعادة النظر بحضورها العسكري لكن دون التأثير على مكانتها في المجتمع الدولي». وأشارت مصادر صحفية أخرى إلى أن تزايد عدد القتلى في صفوف الجنود الايطالييين العاملين في افغانستان هو ما أدى الى تزايد دعوات الانسحاب من هناك «في أقرب فرصة ممكنة». وعلى صعيد متصل أفاد مسؤولون أمريكيون بأن الرئيس أوباما قد يلجأ إلى استخدام الطائرات الموجهة ضد «طالبان» و«القاعدة» بدلا من زيادة القوات في افغانستان. وأمام المعارضة الداخلية المتزايدة لإرسال المزيد من الأمريكان «ليقتلوا في افغانستان» اكد المسؤولون أن الطائرات ستكون الخيار الأهم في التعديل الذي سيدخل على إستراتيجية باراك أوباما.