المثققون والسياسيون المصريون أجمعوا على أن معركة اليونسكو كشفت تناقض الغرب فيما يروج له من حوار الحضارات وبين العالم العربي والإسلامي مؤكدين أحقية المرشح المصري فاروق حسني في الفوز بالمنصب الدولي. الدكتور مصطفى الفقي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب، اعتبر أن نتيجة الانتخابات «مؤسفة» بالنسبة للمرشح المصري، خاصة بعد أن ارتفت معنويات الوفد المصري في اليونسكو بعد نتائج الجولة الأولى. وقال الفقي إن تربيطات الانتخابات لم تكن مكشوفة بشكل كامل منذ البداية مشيرا إلى أن انسحاب جميع المرشحين لصالح المرشحة البلغارية أمر لم يكن متوقعا على الاطلاق. وأوضح أن معارضة الدول الغربية كانت لشخص وزير الثقافة وليس لمصر، لافتا إلى أن معارضة تولي حسنى هذا المنصب كانت نتيجة الترويج على أنه «ضد التطبيع ومعاداة السامية، خاصة أن نتيجة الانتخابات اعتمدت بشكل كبير علي التربيطات والتحالفات وهي حسمت النتيجة لصالح المرشحة البلغارية». وأكد الفقي عدم وجود وجه للمقارنة بين مكانة وتاريخ وثقافة مصر وبلغاريا، مشددا على أن مصر هي صاحبة الحق الطبيعي في تولي هذا المنصب خاصة أن العالم لايذكر لبلغاريا أي قيمة ثقافية أو حضارية. وأشار الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان إلى أن نتيجة الانتخابات تعتبر «صدمة ثقافية وحضارية لليونسكو» موضحا أن هذه الانتخابات كشفت عن أن المنظمة تعمل بنظرية الكيل بمكيالين من خلال اختيار مرشح غربي ليست له أي أبعاد ثقافية وذلك لاستبعاد مرشح عربي يعتبر أكثر المرشحين ثقافة. وأوضح الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن مواقف الرئيس الأمريكي أوباما تنكشف بالتدريج منوها بأنه أعطى صورة مختلفة عند توليه الحكم. وقال نافعة إنه لا يوجد اختلاف جوهري في السياسة الأمريكية الفعلية بين ادارتي أوباما ومن سبقوه، معتبرا أن الاختلاف الحقيقي يكمن في لغة الحوار فحسب مؤكدا أن الولاياتالمتحدة لا تزال أسيرة القبضة الإسرائيلية خاصة أن هناك العديد من المواقف التي تثبت وتبرهن أن تل أبيب لديها وسائل للضغط على واشنطن أكثر بكثير مما يمكن أن تضغط به الولاياتالمتحدة على إسرائيل. وأضاف أن المفاجأة الحقيقة في انتخابات اليونسكو كانت في الموقف الأوروبي منوّها بأنه كان يجب أن يكون أكثر اعتدالا، خاصة أن فرنسا لعبت دورا مهما في اسقاط ترشيح فاروق حسني، معتبرا أن نتيجة الانتخابات تكشف عن تراجع الدور المصري في آسيا وأمريكا اللاتينية. واعتبر الكاتب والروائي إبراهيم أصلان وصول المرشح المصري للجولة النهائية في انتخابات اليونسكو أمر مشرف، لافتا إلى أن التكتلات ذات الطابع السياسي هي التي سيطرت على أجواء انتخابات المنظمة بالاضافة الى ممارسات المندوب الأمريكي في المنظمة والتهديد بالتوقف عن دعم المنظمة وتخفيض المعونات عن دول العالم الثالث. وقال جابر عصفور رئيس المركز القومي للترجمة إنه كان من الواضح أن إسرائيل لم تكن تسمح بفوز مرشح عربي في ظل الخطوات المستمرة لتهويد القدس خاصة أن دور مدير منظمة اليونسكو الحفاظ على التراث. وأكد عصفور أن اسرائيل بذلت كل ما في وسعها لاقصاء فاروق حسني عن المنصب، معتبرا أن التفاؤل بوجود أوباما هو «تفاؤل كاذب لن يغير شيئا، خاصة في ظل التمييز من قبل الغرب ضد العرب والمسلمين».