صعّد الرئيس الأمريكي باراك أوباما لهجته حيال إيران قائلا ان المفاوضات معها لن تستمر الى ما لا نهاية وإن صبر واشنطن بدأ ينفد، كما ألمح أوباما الى احتمال فرض عقوبات جديدة على طهران ان هي حاولت كسب الوقت من خلال اجراء المحادثات مع مجموعة الست. فرغم وصفه اجتماع جنيف الذي جرى أمس الاول لبحث البرنامج النووي الايراني بأنه بداية بنّاءة فقد طالب اوباما طهران باتخاذ اجراءات ملموسة لضمان سلمية برنامجها النووي. تحذيرات ولوّح الرئيس الأمريكي مجددا بفرض عقوبات مشددة على إيران ان لم تستتبع المفاوضات التي جرت في جنيف باجراءات «ملموسة» وسريعة تعطي الاسرة الدولية ضمانة بأن برنامجها النووي المدني لا يمثل غطاء لحيازة قنبلة نووية. وقال أوباما في تصريحات من البيت الابيض «لقد أعلنا بوضوح اننا سنقوم بما يتوجب علينا للدخول في حوار مع الحكومة الإيرانية على أساس المصالح المتبادلة والاحترام لكن صبرنا له حدود». وأضاف معلّقا على محادثات جنيف ان «الاجتماع كان بداية بنّاءة ولكن يجب ان يتبعها تحرّك بنّاء من جانب الحكومة الايرانية نحن ننتظر تحرّكا سريعا ونحن ملتزمون بعملية جدية وذات مغزى لكننا لسنا مهتمين بالكلام لمجرد الكلام. وحذّر أوباما من انه «إذا لم تتخذ ايران في مستقبل قريب خطوات للوفاء بواجباتها فإن الولاياتالمتحدة لن تستمر في التفاوض الى ما لا نهاية ونحن مستعدون للمواجهة ولتشديد الضغوط». ويشير الرئيس الأمريكي بذلك الى احتمال فرض عقوبات جديدة على إيران تضاف الى مجموعة العقوبات التي اقرّتها الأممالمتحدة من قبل بحق إيران بسبب سياسة المماطلة والمناورة التي يتهمها الغرب باعتمادها منذ سنوات. واعتبر أوباما ان المسألة لا تتعلق باستهداف ايران ولا بازدواجية المعايير بل بالنظام العالمي لمنع انتشار الأسلحة النووية مؤكدا ان من حق إيران امتلاك الطاقة النووية السلمية شأنها في ذلك شأن جميع الدول لكن هذا الحق يترافق مع مسؤوليات،حسب تعبيره. ودعا أوباما ايران الى السماح للمفتشين الدوليين بزيارة موقع قم الذي تم اكتشافه مؤخرا. موقف متطابق وعبّر المتحدث باسم الحكومة البريطانية مارتن داي عن الموقف ذاته، حين قال «نحن نريد الحوار لحل هذا الملف ديبلوماسيا ونأمل في تجاوب ايران معنا، ونطالبها بالشفافية لكن على الايرانيين أن يعلموا ان لصبرنا حدودا». وفي تصريحات لقناة «الجزيرة» اتهم داي ايران بانتهاك القانون الدولي ورفض التعاون مع المجتمع الدولي. وقال داي ان موقف الحكومة البريطانية من النووي الايراني واضح، نريدها ان تنضمّ الى معاهدة الحدّ من الانتشار النووي ونريد ان تكون المنطقة خالية من الأسلحة النووية لكن هذا يتطلب أيضا ان تستجيب إيران للضوابط والكف عن تهديد جيرانها. وقد توقع مسؤول ايراني أمس وصول مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الى طهران اليوم في مستهل «الأسبوع الايراني» حيث يجري محادثات مع علي اكبر صالحي رئيس الوكالة الايرانية للطاقة النووية. ووافقت ايران خلال محادثات جنيف على ان يزور مفتشو الوكالة الذرية الموقع الثاني لتخصيب اليورانيوم قرب مدينة قم في موعد أقصاه أسبوعان.