توقّعنا جميعا أن تكون مسرحية لطفي العبدلي الجديدة «مايد ان تونيزيا» نقلة نوعية في الحياة الفنية للعبدلي، ولكن وجدنا عكس ما توقعنا تماما، ظننا أنها مسرحية نقدية لاذعة وكم نحتاج إلى النقد في حياتنا. فوجدنا كلاما لا يليق بالفن الرابع، شتم مقنع للمجتمع التونسي، وإهانة مبطنة للمرأة التونسية سواء كانت الطالبة أو العاملة أو ربة البيت أو غيرهن ضد نسائنا، نحن نحترم النقد البناء فلسنا في المجتمع الأفلاطوني لنا عيوبنا، ولكن ليست إلى تلك الدرجة. لماذا تصوّر المسرحيات المرأة وكأنها في خانة أو أن كل نسائنا من راقصات رخيصات في خانة. صاحب «مايد ان تونيزيا» اعتبر بأن جل طالباتنا هن مجرد فتيات ليل، يعملن بأجورهن ونسي بأن الطالبة هي الطبيبة والمحامية والمهندسة والأم المستقبلية. صحيح أننا نعيش بعض السلوكات المنحرفة ولكن ليست إلى تلك الدرجة من التهويل هذا من الجانب الفني ولو عدنا قليلا إلى الوراء ونظرنا جيدا إلى من يوجه لطفي العبدلي صاحب المبادئ العظيمة ونقده على أي أساس ينقد فئة مهمة وكبيرة من المجتمع التونسي!! هل هو ذاك الطالب الذي عاش الحياة الجامعية بسلبياتها وإيجابياتها؟ هل انه عاش داخل الحرم الجامعي ليرى كيف تتصرف الطالبة!! العبدلي اتهم نساءنا ظلما وحتى التعابير التي اعتمدها لا تليق لا بالمسرح ولا بالفن ولا بمجتمعنا، وأصبح رب العائلة يستحي أن يصحب عائلته إلى المسرحية، ليسمع زوجته تُهان وابنته تحتقر، وجارته وأمه وأخته وزميلته في العمل يعبر عنها ببعض الكلمات التي لا معنى لها إلا التحقير والإهانة. نقد بلا أساس، ونص ضعيف ولغة رخيصة وممثل أساء التصرف ونسي أخلاقيات مهنته، وتبقى الطالبة زينة المجتمع التونسي وتاجا فوق الرؤوس وبصمة في مجتمع يحترم حق المرأة ويحفظ كرامتها ولكن السؤال الذي يُحيريني أين الجمعيات التي تعنى بحقوق المرأة ولماذا سكتت عن مثل هذه المهزلة؟ منى البجاوي البوعزيزي (طالبة بمعهد الصحافة)