كشفت تقارير صحفية بريطانية أن الدول الكبرى أبرمت خلال اجتماع جنيف الذي بحث الملف النووي الايراني الخميس الماضي، صفقة مع طهران ملخّصها السماح لها بمواصلة برنامجها النووي مقابل التعاون الأمني، واعتبرت التقارير أن ما حققه الرئيس الامريكي باراك أوباما خلال 8 ساعات (مدّة الاجتماع) كان أفضل مما حققه سلفه جورج بوش خلال 8 سنوات (مدة ولايتيه الرئاسيتين). فقد ذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز» أن الغرب أصبح على قناعة تامة بأن افضل طريقة لمواجهة ايران هي ابرام صفقة معها تسمح لها بتخصيب اليورانيوم تحت الرقابة المشدّدة بعد أن تثبت رغبتها الفعلية في المساهمة في ارساء الأمن بالمنطقة». النووي مقابل الأمن وأشارت الصحيفة الى أن الولاياتالمتحدة غارقة حاليا في المستنقعين العراقي والافغاني، حيث النفوذ الايراني القوي والمتنامي، فقد بدأت الانقسامات بين قادة «البنتاغون» والبيت الابيض حول الاستراتيجية المتّبعة في العراق وأفغانستان، موضحة أن ايران قد تلعب دورا مهما في حل هذه الأزمة. واعتبرت الصحيفة أن ما سمّته «الديبلوماسية الصبورة فتحت الباب أمام إيران» ونقلت عن وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون قولها ان «اجتماع جنيف فتح الباب الذي ظل مغلقا لمدّة 30 عاما وكان قد أحيط بسياج سميك أيضا خلال السنوات الثماني من ادارة الرئيس جورج بوش الابن». وقالت «فاينانشال تايمز» إن الرئيس أوباما قد حصل من ايران خلال 8 ساعات على ما لم يحصل عليه سلفه بوش من استعراضه لعضلاته طوال 8 سنوات». وأضافت أن الاتفاق المتواضع بين ايران من جهة والولاياتالمتحدة وحلفائها من جهة ثانية يُعتبر قطعة نادرة من الأخبار الجيّدة» حسب تعبيرها. وكان الرئيس الامريكي باراك أوباما هدّد طهران بفرض مزيد من العقوبات عليها إن لم تثمر محادثات جنيف. نجاد يعكس الهجوم لكن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد اعتبر أن أوباما وقع في خطأ تاريخي كبير حين تحدّث عن وجود أنشطة نووية سريّة في ايران،وقال انه تبيّن فيما بعد أن معلوماته كانت خاطئة. وأضاف نجاد «لقد أبلغنا الوكالة الدولية للطاقة الذرية ببناء هذه المنشأة الجديدة قبل سنة من الموعد المقرر في حين شرع الرئيس الامريكي بالهجوم وأعلن عن اكتشاف موقع نووي سري في ايران. وشكك الرئيس الايراني في مصداقية وسائل الاعلام الغربية قائلا انها «تكرر الاخبار الكاذبة والمزوّرة مرّات عدة في خطوة لاستخدامها ضد الآخرين كوثيقة حقيقية». وقد وصل مدير عام الوكالة الذرية محمد البرادعي أمس الى طهران لمتابعة نتائج مؤتمر جنيف. وفي سياق متصل صادق مجلس النواب الامريكي على قانون يفرض عقوبات على الشركات الاجنبية التي تبيع البنزين الى ايران، في اطار مشروع قانون موازنة وزارة الطاقة لعام 2010.