تمكن زعيم حركة «طالبان» الأفغانية الملا عمر من تحقيق «أكبر تحول عسكري في التاريخ الحديث» وفق ما أكدته صحيفة «نيويورك تايمز» الامريكية، فيما قال مسؤولون عسكريون أمريكيون ان الرئيس باراك أوباما فشل في تحقيق أهدافه المدنية في أفغانستان. وحسب ما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز» فإن الملا عمر أصبح يشكل تحديا أمنيا «مربكا» للإدارة الامريكية وأنه «استهلك مستشاريها وقسم الديمقراطيين وأنهكهم وأحبط آمال العديد من الامريكيين» في النصر في أفغانستان. أميّ مثير للدهشة؟! ووصف المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات الامريكية بروس ريديل، تاريخ الملا عمر بأنه مثير للدهشة، مضيفا «انه رجل شبه أميّ لم يلتق في حياته كلها بغير المسلمين الا بعدد قليل منهم... وقد تمكن من القيام بأكبر تحول عسكري في التاريخ الحديث». وذهبت الصحيفة الى أبعد منذ ذلك حين أكدت ان المسؤولين الأمريكيين «يفكرون مليا في التحول العسكري المهم الذي حققه الملا عمر وأنهم يتساءلون: هل هو العقل المدبر وراء الأساليب الجديدة(لطالبان) ودعايتها الاعلامية في السنوات الاخيرة أم أنه يتلقى المساعدة من المخابرات الباكستانية؟!!». وترى الصحيفة ان الملا عمر مازال يشكل لغزا «غامضا في السياسة الامريكية ومحل اعجاب من قبل أتباعه ومحل تخمين من قبل وكالات المخابرات». وفي اطار توصيف رجل «طالبان» الاول يقول رحيم ا& يوسف زي من صحيفة «ذي نيوز انترناشيونال» الباكستانية إنه «رجل قليل الكلام وغير مطلع بشكل كبير على الشؤون الدولية غير ان تواضعه وأسطورته في القتال ضد الروس في ثمانينات القرن الماضي حيث فقد احدى عينيه، ونجاحه في انهاء الفوضى والنزاعات الدموية مع أمراء الحرب في تسعينات القرن الماضي عززت سلطته». ولفتت الصحيفة الى ان التقييم الاخير للقائد الأمريكي في أفغانستان ستانلي ماكريستال حول فشل قواته في هزيمة «طالبان» جاء مطابقا لما ورد في بيان الملا عمر الذي قال فيه إن «الحركة تقترب من حافة النصر». اعترافات أمريكية؟ وعلى صعيد متصل ومن خلال مقابلات أجرتها ال«نيويورك تايمز» مع مسؤولين في الادارة والجيش. واستنادا الى تقارير حول مستوى التقدم في أفغانستان فإن المؤسسات المدنية في البلاد «آخذة في التدهور تماما كما هو الوضع على الصعيد الامني الامريكيين». وقال مسؤولون لم تذكر الصحيفة أسمائهم نزولا عند طلبهم، إن أفغانستان الآن في حالة خطيرة «بحيث لا يستطيع العديد من العاملين المدنيين الخروج من العاصمة كابول لتقديم المشورة للمزارعين بشأن المحاصيل جزء أساسي من خطة أوباما التي أعلن عنها في مارس الماضي» على حد قوله. ومن جانبه أكد مسؤول عسكري أمريكي ان النظام القضائي ضعيف جدا لدرجة أن الأفغان يلجؤون الى نظام محاكم حركة «طالبان». ويدعم هذا التصريح قرار أحد قضاة لجنة التحقيق في عمليات التزوير التي شهدتها الانتخابات الاخيرة، وهو مصطفى بركزاي الذي استقال أمس بدعوى سيطرة أطراف أجنبية اعضاء أجانب في اللجنة على قراراتها. وحتى قبل الانتخابات اشار تقرير لوزارة الدفاع الامريكية في جانفي الماضي الى ان بناء حكومة مستقلة تتمتع بالكفاءة يتطلب عملية طويلة الامد تتجاوز عقودا من الزمن على أقل تقدير، وفق ما ورد في التقرير. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم إن الانتخابات «أثبتت عدم كفاءة قرضاي وحكومته وساهمت في تجميد الجهود الرامية الى الاصلاح».