أعلن مسؤولون أمريكيون في مجال مكافحة الارهاب أن الولاياتالمتحدة تعتقد أن الحرس الثوري الايراني يقدم تدريبا وأسلحة لحركة «طالبان» في أفغانستان لمساعدتهم في قتال قوات حلف شمال الأطلسي «الناتو» هناك فيما أكّدت مصادر أخرى مطّلعة ان وزارة الدفاع الامريكية أجّلت النظر في طلب زيادة عدد القوات الامريكية في افغانستان. وقال الجنرال ستانلي ماكريستال قائد القوات الامريكية وقوات «الناتو» في افغانستان في تقييم سري للحرب ان المساعدات العسكرية الايرانية ل «طالبان» لا تمثل تهديدا مباشرا للقوات الغربية ولكنها يمكن أن تصبح كذلك في المستقبل. وأصبح الدور المزعوم الذي يلعبه «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الايراني في مساعدة «طالبان» ومدى ضلوع القيادة الايرانية في ذلك موضوع نقاش واسع داخل «البنتاغون» ومجمع المخابرات الامريكي. قلق أمريكي! وفي هذا الاطار قال مسؤول في مكافحة الارهاب لم يكشف عن اسمه ان درجة مساعدة «فيلق القدس» في توفير الاسلحة والتدريب لعناصر «طالبان» وصلت الى مستويات «مقلقة للغاية» مما يعزز المخاوف المتزايدة داخل مجمع وكالة الاستخبارات الامريكية على حد تعبيره. وأشار مسؤول في جهاز المخابرات الامريكية الىأن وكالة المخابرات الامريكية تكثف وجودها في افغانستان حيث تنشر المزيد من الضباط لتلبية الحاجة المتزايدة الى معلومات بشأن «طالبان» والتهديدات الأخرى. وعلى صعيد متصل أشار مسؤولون في وزارة الدفاع الامريكية الى مصادرة أسلحة ومتفجرات أواخر الشهر الماضي تحمل علامات تشير الى أنها صنعت في إيران، حجزت في غرب أفغانستان بالقرب من الحدود مع إيران. وأوضح المسؤولون ان مخزون الأسلحة الكبير الذي تمت مصادرته شمل صواريخ ومتفجرات وعبوات ناسفة وأيضا قذائف معروفة باسم خارقات الدروع، على حدّ زعمهم، فيما أشار مسؤولون آخرون إلى اعتقادهم بأن الحكومة الايرانية على علم بالمساعدات ولكن ليس من الواضح مدى ضلوع القيادة بصورة مباشرة. وعلى صعيد متصل كشفت مصادر صحافية أمريكية ان «البنتاغون» أجل النظر في طلب الجنرال ستانلي ماكريستال زيادة عدد القوات الأمريكية في أفغانستان. مراجعة استراتيجية! وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية ان «البنتاغون» طلب من ماكريستال تأجيل عرض طلبه «حتى تكمل حكومة الرئيس أوباما مراجعة استراتيجيتها للحرب». ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع في «البنتاغون» قوله «إن الحكومة الأمريكية طلبت التأجيل حتى يتسنى لها إتمام مراجعة المجهود الحربي الذي تقوده الولاياتالمتحدة في أفغانستان». وأضاف المتحدث إنه «يجب أن نتأكد أنه لدينا الاستراتيجيا الصحيحة قبل دراسة طلب ما كريستال وتابع قائلا «الأمور تغيرت على الأرض تغييرا كبيرا». ومن جانبه أكّد جيوف موريل المتحدث باسم «البنتاغون» أنه «من المهم تذكر أنه بصرف النظرعن متى يرسل الجنرال ماكريستال طلبه فإن الرئيس يريد أولا ان يناقش مناقشة وافية تقييمه للوضع في افغانستان والاستراتيجية التي نتبعها هناك قبل دراسة اي موارد اضافية لذلك المجهود». وفي المقابل ذكرت صحيفة «التايمز» أن الحكومة البريطانية تخطط لارسال ألف جندي اضافي الى افغانستان استجابة لطلب ماكريستال بتعزيز حجم القوات الاطلسية هناك. وتعد القوات البريطانية ثاني أكبر قوات تنتشر في افغانستان بعد القوات الامريكية وفي حال اقرار هذه الزيادة فإن عددها الجملي سيرتفع الى عشرة آلاف جندي.