روى مواطن سعودي أفرج عنه مؤخرا من سجن «أبو غريب» شهادات عن فظاعات التعذيب التي يمارسها جنود امريكان في هذا المعتقل مؤكدا انه بالرغم مما نشرته وسائل الاعلام في هذا الصدد مؤخرا فان ما خفي كان أعظم. وتحدث المواطن السعودي الذي قضّى قرابة 11 شهرا في معتقل «أبو غريب» عن المعاناة التي عاشها السجناء في هذا المعتقل خصوصا في الفترة التي سبقت «تفجر» فضيحة التعذيب. وقال المواطن الذي يدعى حيدر المزرع ان قلة النوم والطعام الفاسد المقدم للسجناء والتعذيب تحت الاجواء المناخية القاسية يعتبر أخف الحالات التي يتعرض لها المعتقلون في «أبو غريب». وأشار حيدر المزرع الى ان من بين الفضاعات التي ارتكبت في هذا المعتقل هو تعمد جنود أمريكان اغتصاب فتاة عراقية في العشرين من العمر أمام عدد من السجناء مما أدّى الى اصابتها بحالة عصبية وأخذت تضرب رأسها بجدران المعتقل حتى فقدت الوعي وهي تنزف بشدة، وروى المزرع ان سجانين أمريكيين ألقوا بطفل رضيع كان يرافق والدته المعتقلة الى أحد الممرات بسبب «الازعاج» الذي سببه لهم مما ادى الى استشهاده واصابة والدته بصدمة أدّت الى الاغماء عليها. وتحدث المواطن السعودي في شهادات خص بها صحفا سعودية نشرت امس عن بعض حيثيات ظروف اعتقاله من قبل القوات الامريكية مشيرا الى أن حمل الجنسية السعودية يعتبر في حد ذاته تهمة بالنسبة الى الامريكيين. وكشف ان هويته السعودية كانت السبب الرئيسي لاعتقاله في مدينة «كربلاء» بالرغم من أنه كان قد دخل الاراضي العراقية بصورة قانونية عن طريق الحدود السورية. وأشار الى أنه شاهد نحو 30 معتقلا سعوديا في سجن «أبو غريب» أفرج عن بعضهم ومازال البعض الاخر مجهول المصير. ولفت الى ان من بين المعتقلين السعوديين اطباء وطواقم اغاثة كانوا قد وصلوا الى العراق لتقديم المساعدة الى العراقيين بعد سقوط النظام السابق. وقال ان كافة الوثائق التي تكشف عن هويتهم لم تجد نفعا للافراج عنهم مشيرا الى أن جنودا امريكيين حققوا معهم في المعتقل بتهم تتعلق اساسا بدعم عمليات المقاومة في العراق.