قتل 16 شخصا أمس في هجوم انتحاري استهدف مركزا للشرطة في مدينة بيشاور الباكستانية، ويأتي ذلك بعد وقوع أكثر من 170 قتيلا في موجة الهجمات الدامية خلال العشرة أيام الماضية في باكستان. وقال مسؤول في الشرطة من مدينة بيشاور إن الانفجار الأخير أسفر أيضا عن إصابة 13 شخصا بجراح مشيرا إلى أن الانفجار وقع في بناية يحتجز فيها المتهمون بارتكاب جرائم لاستجوابهم. «طالبان» تزداد قوّة؟ وفي هذا الإطار اعتبر محللون ان سلسلة الهجمات الدامية التي راح ضحيتها حتى يوم أمس أكثر من 180 قتيلا، تظهر أن «طالبان» تزداد قوة وتوسع تمردها حيث تبدو السلطات وقوات الأمن غير قادرة على احتوائها. وتتالت الهجمات منذ مطلع أكتوبر الجاري بشكل يومي تقريبا حيث قتل ما لا يقل عن 16 شخصا أمس، فيما تمكن مسلحون يرتدون أحزمة ناسفة ويحملون قنابل يدوية من مهاجمة ثلاثة مبان للشرطة في مدينة لاهور، مما أسفر عن مقتل 39 شخصا إضافة إلى تفجير سيارة مفخخة في اليوم ذاته في مبنى سكني قتل فيه طفل. وفجّر انتحاري نفسه في سوق لدى مرور موكب لقوات شبه عسكرية في شانغلا يوم 12 أكتوبر الجاري. وقتل 45 شخصا. وشنّ مسلحون هجوما جريئا على مقر شرطة روالبندي يوم 11 أكتوبر وقتلوا 23 شخصا، وقبلها بيوم فجّر انتحاري سيارته في سوق مزدحم في بيشاور مما أدى إلى مقتل 52 شخصا وجرح أكثر من مائة آخرين. وقد انطلقت هذه السلسلة من الهجمات يوم 5 أكتوبر الجاري عندما دخل انتحاري يرتدي الزي العسكري إلى مكاتب هيئة برنامج الأغذية العالمي في إسلام اباد وفجّر نفسه ليقتل 5 من موظفي الهيئة وأربعة باكستانيين وعراقيا. وأعلنت حركة «طالبان» باكستان مسؤوليتها عن جملة هذه العمليات التي كانت الأكثر دموية في تاريخ الصراع بين الحركة والحكومة. لماذا تتردّد الحكومة؟ وفي السياق ذاته قال وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك «إنهم يخوضون حرب عصابات (طالبان).. كانوا ينشطون أولا في الولاية الحدودية الشمالية الغربية.. اليوم هم في البنجاب.. إنهم يسعون لزعزعة استقرار باكستان. وقد أظهرت مواقف الوزير ارتباكا كبيرا لدى السلطات حيث لم يكف مالك منذ جوان الماضي عن الإعلان عن هجوم بري للجيش ضد معقل «طالبان» في إقليم وزيرستان بجنوب البلاد وعلى الحدود مع أفغانستان ولكن الجيش يتردّد في شن الهجوم مكتفيا بقصف مواقع يفترض أنها تابعة للحركة. وحسب المحللين فإن «طالبان» وحلفاءها تخطوا الخلافات الداخلية على خلافة زعيم ومؤسس الحركة بباكستان بيت اللّه محسود، وإنهم يسعون لمنع الجيش من القيام بهجوم على وزيرستان. وقال الخبير في شؤون الأمن حسن العسكري إن «هذه الهجمات هي تحذير للحكومة وفي حال لم تتراجع عن هذه العملية فإن الهجمات ستتواصل». وفي المقابل يرى الخبير في المسائل القبلية رحيم اللّه يوسف زاي أن «الحكومة لا تبدو مستعدة للتحرّك.. إنها في موقع الدفاع ولا يبدو أنها وضعت استراتيجية طويلة أو قصيرة الأمد للتصدّي لهجمات المتمردين». أما بالنسبة للأخصائية في قضايا الأمن عائشة صديقة فإن «الحكومة في موقع الامتناع عن القيام بأي شيء.. لقد دخلت (القاعدة) و(طالبان) إلى صميم منطقة نفوذها في البنجاب وحان الوقت حاليا كي تعي الحكومة وقواتها المسلحة الخطر».