تقرير غولدستون حول الفظاعات التي ارتكبها الكيان الصهيوني في غزّة، وقع اعتماده من قبل هيئة أمميّة: مجلس حقوق الانسان بجنيف... زلزال في الكيان الصهيوني حول هذا التقرير، وانفراج في صفوف المناضلين وأحرار العالم، لأن السيف عادت لباريها... الوجه القومي والمناضل ورئيس المؤتمر القومي العربي سابقا، الاستاذ معن بشّور ينزل ضيفا على «حديث الأحد» ويؤكّد أن اعتماد تقرير غولدستون من قبل هيئة أممية، يفتح الباب أمام المناضلين لكي يكشفوا حقائق أخرى وفظاعات أخرى، ارتكبتها قوات الاحتلال في فلسطين وفي لبنان وفي العراق، الذي تحتلّه القوات الامريكية. زمن المحاسبة... محاسبة الاحتلال قد حلّت، وهنا يؤكّد د. معن بشّور أن هذا الحدث، من شأنه ان يسرّع من نسق الاتجاه نحو المصالحة الفلسطينية. د. معن بشّور، يضيف في هذا اللقاء، أن الصّراع العربي الصهيوني، اتّخذ منعرجا آخر بعد ان وقع اقرار تقرير غولدستون في جنيف... فإلى هذا الحوار... ضمن «حديث الأحد». تقرير غولدستون وقع اقراره في جنيف، من قبل مجلس حقوق الانسان... ونحن تابعنا جميعا الظروف التي حفّت بهذا التقرير... كيف تفاعلت كمناضل عربي. أوّلا شعرت كما شعر كل عربي بل كل حرّ في هذا العالم، بأنه مازال هناك مكان للعدالة الدولية بعيدا عن التسييس والمصالح الخاصة للدول الكبرى وشعرت أيضا أن دماء شهداء غزة لم تذهب سدى. وشعرت أنه عندما يقوم تحرّك شعبي فلسطيني وعربي ودولي في موضوع معين، فإنه لا بد وأن يفرض نفسه ويجبر الكثيرين، على تغيير مواقفهم. وشعرت رابعا، أن صراعنا مع العدو الصهيوني قد اتخذ منعطفا تاريخيا حقيقيا يذكّر بمنعطفات سابقة واجهت شعوبا كانت تخوض معركتها ضد الاستعمار والعنصرية وأقصد جنوب إفريقيا. ولقد أحسست كذلك أن هناك بداية تحوّل في الرأي العام العالمي، برز بشكل واضح إبّان ملحمة غزّة البطولية، في مطلع هذا العام وأثار مخاوف جدية، لدى العدو الصهيوني الذي أخفى للمرة الأولى في حروبه ضد الفلسطينيين والعرب أسماء ضبّاطه خوفا عليهم من الملاحقة، والعقاب. وهذا التحول تحدث عنه ليبرمان وزير خارجية الكيان الصهيوني الارهابي حين قال: إن أكبر مشكلة تواجهها تل أبيب هو هذا التحول في الرأي العام العالمي، ويروي لي رفيقي وصديقي المحامي د. هاني سليمان منسّق سفينة الاخوة اللبنانية، لكسر الحصار على غزة، كيف أن ضابط التحقيق الصهيوني، الذي كان يحقق معه ومع اخوانه من روّاد السفينة، لم يخف مخاوفه وذعره من هذا التحول في الرأي العام العالمي ضد الهمجية الصهيونية. شعوري إذن كان أن شعب فلسطين ومعه أحرار الأمة والعالم قد حققوا انتصارا هاما في مجرى الصراع، سواء نجحت الادارة الأمريكية في تعطيل نتائج هذا التقرير أمام مجلس الأمن باستخدام الفيتو، أم لم تنجح، ففي الحالة الأولى سيتضح من جديد للعرب وللمسلمين ولأحرار العالم أن الادارة الأمريكيةالجديدة، شريكة أيضا في الجريمة الصهيونية تماما كما كانت الادارة السابقة شريكة في الحرب. فإقرار مجلس حقوق الانسان لتقرير القاضي الجنوب افريقي واليهودي غولدستون، سيفتح آفاقا واسعة أمام الفلسطينيين والعرب، وكل نشطاء حقوق الانسان من أجل ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة، سواء عبر الجنائية الدولية إذا وصل التقرير إليها أو عبر محاكم عديدة في دول تنصّ قوانينها على ملاحقة مجرمي الحرب، كما أن هذا الحدث يفتح الآفاق واسعة لفتح ملف الجرائم الصهيونية ضد لبنان سواء في عدوان جويلية 2006 أو في مجزرة قانا الأولى سنة 1996 والموثقة في تقرير الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة د. بطرس غالي أو حتى في مجازر صبرا وشاتيلا لسنة 1982، والموثقة أيضا في أكثر من تقرير اسرائيلي أو لبناني أو دولي. كما يفتح هذا الحدث آفاقا واسعة أمام فتح ملف جرائم الحرب الأمريكية في العراق على مدى عقدين من الزمن والتي أودت بحياة أكثر من مليوني عراقي. ناهيك عن الأضرار التي لحقت بالعراق دولة واقتصادا وحضارة وشعبا وموارد. ولقد بحثت اليوم (أمس) بالذات هذه الأمور مع أمين عام اتحاد المحامين العرب الأستاذ ابراهيم السملالي، ومع رئيس اللجنة القانونية الدولية لملاحقة جرائم الحرب الصهيونية وأحد مؤسسي «هيئة عدالة واحدة» العالمية، الاستاذ خالد السفياني واتفقنا على ضرورة تحريك دعاوى ضد كل جرائم الحرب الصهيونية والامريكية والاستعمارية، كي تعود الى حياة البشر قيمتها. ولكي تكون للعدالة الدولية مقاييسها وأحكامها الصارمة بعيدا عن المعايير المزدوجة والمصالح... هل تعتقد ان منظمات حقوقية عربية من التي كانت ربما «تخجل» من طرح القضية الفلسطينية كقضية حقوق انسان، سوف تتشجع الآن عندما ترى منظمات وجهات رسمية دولية منخرطة في مشهد الدفاع عن القضية الفلسطينية كقضية حقوق انسان؟ علينا ان نتذكر دائما ان قلة الاهتمام سابقا بالجبهة القانونية أو ما أسميناه سابقا : المقاومة القانونية، يعود الى غياب الثقة بإمكانية الحصول على نتائج من الملاحقة القانونية، اما بسبب الانحياز الفاضح للدول الغربية لصالح الكيان الصهيوني او بسبب تواطؤ النظام الرسمي او تقاعسه، في تبني هذه القضايا وطرحها أمام المؤسسات الدولية. ولكن أهمية اقرار تقرير غولدستون قد عزز لدى المنظمات الحقوقية العربية والدولية الامل بإمكانية تحقيق اختراقات جدية على المستوى القانوني، كما ان هبة الشارع الفلسطيني والعربي بوجه ما اعتبره تواطؤا فلسطينيا وعربيا (رسميا) لارجاء هذا التقرير قد أشعر الجميع بأن تحرّك الشعوب يعطي ثماره اذا وجد من يقوده بالاتجاه الصحيح. كيف كان موقفكم كجهة عربية تنتمي الى المجتمع المدني من عملية التأجيل للنظر في التقرير من قبل السلطة الفلسطينية؟ حرصنا في ملتقى الجولان العربي الدولي ان نعبّر عن رفضنا لتأجيل البت في تقرير غولدستون من خلال عقد لقاء خاص مع رئيس المكتب السياسي لحماس الاخ خالد مشعل لكي نقول له ان آلاف المشاهدين العرب ومن كل انحاء العالم يشاطرونه مع كل القوى الفلسطينية والعديد من قادة فتح وكوادرها، موقفهم الرافض لهذا التأجيل، خصوصا ان ذاك التأجيل قد ساهم في تأجيل المصالحة المرتقبة مع أملنا اليوم ان يشكل موقف السلطة الفلسطينية الجديد في جنيف للتعجيل في المصالحة الفلسطينية وانهاء حالة القطيعة الآن. هل تعتقد ان اعتماد لجنة حقوق الانسان في جنيف للتقرير حول غزة وجرائم اسرائيل، سوف يسرّع بالمصالحة بين الفرقاء الفلسطينيين؟ أنا أعتقد انه سيعجل بالمصالحة، وقد استمعنا امس من حماس ان المصالحة هي خيار وقرار بالنسبة الى حماس، واعتقد أنها كذلك بالنسبة الى الأخوة في فتح، فالكل بات يعي ان الانقسام يلحق الضرر بالمشروع الوطني الفلسطيني وهو يمس كل القوى. ان أبسط ردّ على تعنت نتانياهو وحكومته وتواطؤ واشنطن وصمت النظام الرسمي العربي، يكون بتعجيل المصالحة الفلسطينية على قاعدة المقاومة والتمسك بالحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني.