تستعدّ قوات الاحتلال الاسرائيلي للقيام بتحرّكات عسكرية كبيرة على الحدود مع لبنان من المتوقع أن تبدأ موفّى الشهر الجاري وتستمرّ حتى نهاية ديسمبر المقبل، حيث تلقّى عشرات الآلاف من جنود الاحتياط أوامر للخدمة في إطار هذه التحرّكات التي قد تكون مقدمة لعدوان جديد على لبنان. وبدأت قوات الاحتلال بنقل أعداد كبيرة من الآليات الثقيلة الى الحدود الشمالية تمهيدا للاستعدادات العسكرية اضافة الى استمرار تحليق الطائرات دون طيّار في سماء لبنان ليلا ونهارا في الآونة الأخيرة لجمع المعلومات عن مخازن أسلحة «حزب الله» وأماكن نصب منصّات الصواريخ. وأشارت مصادر صحفية الى طائرات «فانتوم» التي يمكنها أن تحلّق عشرات آلاف الأقدام وأن تصوّر بجودة عالية تسمح برؤية الأشياء واضحة استعملت أيضا، حسب ما تقول المصادر الاسرائيلية. ورفضت المصادر كشف أهداف هذه الاستعدادات العسكرية واكتفت بالقول ان الأمور ستتضح قريبا». وتحاول اسرائيل خلال هذه التحركات تجربة صواريخ أرض أرض وأرض جو من نوع «حدّ السّيف» أو «الحربة الذهنية»،وهي صواريخ مزودة بتنقيات تمكّنها من السير المتعرّج للوصول الى الهدف المحدد وتشغّل بواسطة كاميروات صغيرة ومركز قيادة في تل أبيب، ويمكن اطلاقها من أي مكان. وفي سياق متصل ذكرت صحيفة «معاريف» العبرية أمس أن جيش الاحتلال الاسرائيلي سيجري مع وحدات أمريكية الأسبوع المقبل تمرينا حيا على اعتراض صاروخ باليستي في إطار مناورة «جونيير كوبرا» الضخمة الجارية حاليا. ونسبت الصحيفة الى مصدر أمني وصفته بالمسؤول قوله ان الوحدات الأمريكية ستجري بالتعاون مع وحدات الدفاع الجوي في الجيش الاسرائيلي عملية اعراض حية بواسطة بطارية صواريخ «باتريوت» مضادة للصواريخ يتمّ خلالها اعتراض صاروخ اسرائيلي يحاكي صاروخا باليستيا. وقالت الصحيفة ان الدوائر الأمنية المختصة «راضية الى حد كبير» عن النتائج المرحلية للمناورة المشتركة، وأضافت أن وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك قام منذ بضعة أيام بجولة تفقدية في الميدان للوقوف عن كثب على سير المناورة الضخمة، حيث التقى مع قادة عسكريين أمريكيين امتدحوا مستوى أداء جيش الاحتلال الاسرائيلي ومستوى منظومة الربطيين بطاريات الصواريخ المختلفة المضادة للصواريخ والتقدم الذي أحرز في مسار الوقاية من صواريخ باليستية قد تطلق نحو اسرائيل.