من ضمن الركائز الاساسية التي انبنى عليها المشروع الحضاري لتغيير 7 نوفمبر نخص بالذكر المقاربة التضامنية ودورها في ارساء مجتمع متوازن ومتطور بما يستبعد مخاطر الاقصاء والتهميش، يتجلى ذلك من خلال اذكاء قيم التآزر والتكافل بين مختلف الفئات والجهات والارتقاء بقيمة التضامن الى مرتبة الدستور والعناية بالمواطن التونسي والنهوض بأوضاعه وتمكينه من مقومات العيش الكريم عبر سياسات وآليات من ابرزها صندوق 2626 احدى المبادرات الريادية والنبيلة للرئيس بن علي، هذا الصندوق الذي فك عزلة العديد من المناطق النائية والفقيرة وبعث الروح في نفوس متساكنيها بما يكفل شمولية التنمية وتكافؤ الفرص بين المواطنين في انسجام مع منظومة حقوق الانسان في ابعادها الشاملة. هذا بالاضافة الى الآليات التضامنية الاخرى كصندوق التضامن الوطني والبنك التونسي للتضامن والصندوق الوطني للتشغيل ونظام القروض الصغرى وما اثمرته من نتائج هامة في مجال بعث موارد الرزق وتعزيز مقومات العيش. وقد حظيت هذه التجربة الرائدة باهتمام الرأي العام العالمي وكانت محل تقدير واكبار في المحافل الدولية من ذلك مصادقة الجمعية العامة لمنظمة الاممالمتحدة على مبادرة الرئيس زين العابدين بن علي الداعية الى احداث صندوق عالمي للتضامن وهو ما يجسم اقتناع المجموعة الدولية بنجاعة التجربة التونسية في مجال القضاء على مظاهر الفقر والخصاصة. ويأتي التأكيد في شهادات العديد من الشخصيات العالمية ذات الاشعاع الدولي المعروفة بالحياد والنزاهة ونذكر على سبيل الذكر لا الحصر الرئيس السينغالي الاسبق والامين العام الحالي للمنظمة العالمية للفرنكفونية عبدو ضيوف الذي صرح قائلا «الرئيس بن علي رجل من طينة الكبار، يتميز ببعد النظر والفكر المنفتح انه رجل قرار وعمل وهو كذلك رجل تفكير وحكمة» ان المتابع لتفاصيل سنوات التغيير يدرك الارادة السياسية الثابتة للرئيس بن علي في ترسيخ مقومات ديمقراطية تشاركية تتاح في نطاقها لكافة مكونات الساحة السياسية وهياكل المجتمع المدني والمنظمات المهنية والكفاءات والقدرات الوطنية فرص حقيقية للاسهام في عملية التفكير الجماعي حول كبرى الخيارات السياسية الاقتصادية والاجتماعية والتقدم بافكار ومقترحات في شأنها، يتم الاستئناس بها لبلورة معالم الاصلاحات والتوجهات وفي تدبير شؤون البلاد. وتنطلق هذه الارادة من وعي الرئيس بن علي بان توسيع قاعدة الوفاق حول امهات القضايا والملفات والتوجهات التنموية تعد المحدد الرئيسي لبناء تنموي وتحديثي متين الأسس ورافدا اساسيا لصهر كافة القوى والطاقات والقدرات ضمن المجهود الجماعي المطلوب لمجابهة التحديات الراهنة ومقارعة رهانات المستقبل. وتجسيدا لارادة القيادة السياسية عاشت تونس على وقع العديد من الاستشارات الوطنية حول مواضيع وملفات حيوية نخص بالذكر منها تلك المنظمة حديثا على غرار الاستشارة الوطنية حول التشغيل، والاستشارة الوطنية لتحديث الوظيفة العمومية، والحوار الوطني حول الانتاجية... ومن ابرز مكامن حكمة الرئيس زين العابدين بن علي قناعته بأن رأس المال البشري هو الركيزة الاساسية في انجاز المهام التنموية والعامل الحاسم في المضي قدما لتحقيق الازدهار، ويعد التعليم حجر الاساس في اعداد رأس المال البشري وتكوينه وحشد قدراته، تلبية للحاجيات الوطنية، لذلك تمت مراجعة اوضاع التعليم للنهوض به وتطويره نوعا وكما في جميع المجالات للوصول الى حلول نوعية قادرة على البناء والعطاء والمشاركة الفاعلة في المسيرة التنموية، استعدادا للقادم من اقتصاد قائم على المعرفة ومجتمع دائم التعلم. ولتحقيق ذلك تم وضع سياسات واستراتيجيات وارساء العديد من المشاريع الاصلاحية مما اثمر اليوم نقلات هيكلية نوعية في تركيبة المجتمع التونسي وتقدما حاسما على طريق بناء مجتمع المعرفة احد المحاور البارزة للمشروع التحديثي التنموي لقيادة التغيير. يقبل التونسيون والتونسيات يوم 25 اكتوبر المقبل على صناديق الاقتراع وهم يستحضرون محصلة مسيرة سنوات التغيير التي صنعت لتونس صورة النموذج الذي تشير اليه وتنصح به المنظمات العالمية والهيئات الدولية وتسعى عديد من الدول الى الاستئناس به والنسج على منواله، يقبلون على صناديق الاقتراع للادلاء بأصواتهم لخيار الحكمة والحنكة والايفاء بالوعود، لرجل المكاسب والانجازات التي عززت مقومات سيادة تونس ومناعتها واستقلال قرارها، لسيادة الرئيس زين العابدين بن علي الذي اجمعت حول شخصه الاغلبية الساحقة لمكونات المجتمع السياسي والمدني ومختلف فاعلي المشهد الاجتماعي والمهني بفضل المنهج التشاركي والوفاقي الذي أرسى دعائمه منذ تحول السابع من نوفمبر، يقبلون على صناديق الاقتراع وهم يدركون طبيعة المرحلة القادمة وحجم رهاناتها وما تتطلبه من تعبئة للجهود والطاقات وتمتين للتماسك المجتمعي والتفاف حول القيادة القادرة على تجسيد الطموح الوطني الجماعي الى احراز خطوات جديدة على درب التنمية والاصلاح والارتقاء بتونس الى مدارات أعلى من النمو والتقدم، إنها حتما قيادة التغيير.