هذه الأسئلة وغيرها طرحاتها «الشروق» على الدكتور عماد الرقيق المختص في علم النفس والذي قدم بدوره الشروحات التالية والنصائح التي من الضروري اتباعها من قبل الأولياء حتى يساهموا بفاعلية في نجاح أبنائهم في الدراسة وتحصيل العلم. يشير الدكتور عماد الرقيق في بداية حديثه حول الموضوع المطروح الى التحول الكبير الذي تشهده الأسرة التونسية وخاصة ارتفاع نسبة الطلاق في تونس ومدى تأثير هذا المشكل على الأبناء الذين هم في سن الدراسة داعيا الأطراف المعنية الى وجوب التفطن للانعكاسات السلبية الكبيرة لهذه الظاهرة على الأبناء بصفة خاصة وعلى المجتمع بصفة عامة. ودعا أيضا الى أن تكون العلاقات الأسرية والعلاقة بين الأبناء والأولياء قائمة على الحب والتفاهم والود والصداقة. ففي سن الطفولة على الآباء والأمهات مد أبنائهم بالحب والحنان والرعاية والاهتمام وعندما يصبح الأبناء في مرحلة المراهقة يسعى الآباء الى احترام رغباتهم في الحصول على الاستقلالية في التفكير والفعل وإثبات الذات. باختصار على الأبناء أن يشعروا أنهم داخل حصن أمن حراسه الآباء والأمهات حتى يتنامى لديهم الاحساس بالطمأنينة والأمان وهو الشعور الأساسي والشرط الضروري للتفوق في التحصيل العلمي والدراسي. الهدوء والسكينة من الشروط الأساسية لنجاح التلميذ في الدراسة وجوده داخل أسرة متماسكة وتتسم بالهدوء والرصانة في التعامل مع المشاكل العائلية البسيطة لأن هذا التماسك وهذا الهدوء يشعران التلميذ بالطمأنينة والراحة والتوازن النفسي وبالتالي فإن ذاكرته ستكون في أفضل حالاتها وقادرة على استيعاب الدروس وحفظها وتوظيفها توظيفا صحيحا ومثمرا. وإذا كانت العلاقة الأسرية قائمة على كثرة الشجار والمناوشات وتبادل السباب والشتائم بين الأم والأب تتحول حياة التلميذ من الهدوء والسكينة الى الاضطراب والتشويش ويتراجع مستواه الدراسي مهما كانت المدرسة التي ينتمي إليها ومهما كانت أهمية الدروس الخصوصية التي يتابعها. وهنا وجب تنبيه الأولياء الى أهمية الاستقرار العائلي والنفسي ومدى تأثيره في حياة الطفل الدراسية. الصداقة العائلية أجمع المختصون وأساتذة علم النفس على احتياج الابن للمصاحبة والفهم والاستيعاب بداية من سن المراهقة وحتى فترة الشباب. ومن هنا يأتي دور الزوجين (الأب والأم) معا في إقامة نوع من الصداقة بينهما وبين الأبناء. ويرى بعض المختصين أن الآباء عادة ما يقعون في أخطاء تؤدي الى فقد الصلة بأبنائهم عند مرحلة الشباب مثل التربية القاسية التي تؤدي الى الشعور بالكراهية والذنب. وكذلك غياب الأب عن المنزل لساعات طويلة لانشغاله أولا بالعمل وبسبب بعض عاداته السيئة كالذهاب يوميا الى المقهى وتمضية الوقت في التدخين ومجالسة الأصدقاء متناسيا أن له ابنا أو ابنة في حاجة الى وجوده المستمر والمكثف في حياته. ويضيف الدكتور عماد قائلا: إن غياب الأب عن المنزل وإهماله لابنه التلميذ يعني بالضرورة أن الطفل سيعيش في حالة من التذبذب وعدم الاستقرار النفسي، ولا ننسى أن الخلافات الزوجية أمام الابن يسبب له الاحساس بالقلق والتوتر وعدم الأمان. نصائح من النصائح التي نسوقها للأولياء في هذا الاطار هي التحلي بالهدوء والسلوك الحضاري ومناقشة المشاكل العائلية بعيدا عن الأبناء لتجنيبهم الاحساس بالخوف من انفصال الوالدين وعدم الاطمئنان على مستقبلهم العائلي. متابعة الأبناء متابعة مستمرة ومراقبتهم داخل البيت وخارجه مع تكوين علاقة صداقة معهم ومنحهم الثقة بالنفس وتعليمهم التعويل على الذات وتحمل المسؤولية منذ الصغر. الابتعاد عن السلوك العنيف وتعليم الابن معنى التواصل والحوار مع الآخر والمحافظة على الاستقرار الأسري بصفة عامة. ناجية المالكي تونس (الشروق) يذهب في اعتقاد السواد الأعظم من الأولياء أن نجاح الأبناء في الدراسة يتوقف على توفر ثلاثة عناصر أساسية وهي اقتناء الأدوات المدرسية والالتحاق بمدرسة جيدة وذات سمعة طيبة ومتابعة الدروس الخصوصية وتخصيص مبالغ مالية هامة لهذا الغرض. وفي الغالب يوفر بعض الأولياء هذه الظروف ويعلنون أن مهمتهم انتهت ولا يملكون سوى انتظار نتائج أبنائهم وبالطبع فإن انتظاراتهم هذه لا تقبل بغير الحصول على شهادات الامتياز والحصول على جوائز في نهاية السنة الدراسية فيستقيلون وينشغلون بأمورهم الخاصة متناسين أن لهم دورا آخر وأنهم مطالبون بتوفير عنصر آخر لا يقل أهمية عن العناصر السابقة الذكر وربما أكثر أهمية منها وهو عنصر الاطمئنان والطمأنينة للتلميذ الدارس والمتمثل بالأساس في الاستقرار النفسي ا لمتأتي من الاستقرار العائلي. فإلى أي مدى يؤثر الاستقرار النفسي والأسري في حياة التلميذ الدراسية؟ وكيف يمكن تحقيق هذا العنصر الهام؟ وما هو دور الأولياء وخاصة الآباء في انجاح مسيرة الأبناء في الدراسة؟