حوار وإعداد فاطمة بن عبد اللّه الكرّاي يواصل «سي أحمد» بن صالح قصته مع وزارة الصحة والشؤون الاجتماعية، وكيف ان الحملات سواء منها لتنظيف المدن او لمواجهة الأوبئة والأمراض.. في الحلقة الماضية أعلن «سي أحمد» بن صالح كيف ان مشروع المركز الصحي بجبل الاحمر حصل على اعجاب الأممالمتحدة، من خلال زيارة «داغ هامرشولد» الأمين العام للأمم المتحدة الى هذا المركز وكذلك خلفه على رأس المنتظم الأممي.. يقول صاحب هذه المذكرات مواصلا حديثه «في زيارته الاولى الى تونس وكان ذلك سنة 1958 على ما اظن طلب مني داغ هامرشولد الأمين العام للامم المتحدة ان آخذه الى مركز الجبل الاحمر.. من جهة أخرى كانت بلادنا ووفق تلك الحملة، كانت قد قضت على حمى المستنقعات كما ذكرت في الحلقة الماضية، اضافة الى ان هناك ممرضا من باجة تخصص في مثل هذه الحملة، وأصبح يمثل تونس في جميع المؤتمرات، وكان هذا الممرض، يعرف كل ما يتّصل بمرض حمى المستنقعات Paludisme بل كان يعرف عن هذا المرض اكثر من بعض الاطباء... وقد كان يمثل تونس لدى منظمة الصحة العالمية OMS، والتي انطلاقا من تجربة تونس في مجال مقاومة بعض الامراض والقضاء على الأوبئة كبلد خرج لتوّه من تحت نيّر الاستعمار، عقدت أحد مؤتمراتها هنا في تونس.. كما أننا قضينا بمثل تلك الحملات، على امراض السل ثم ألحقنا الحملة ضد السيفليس، فكان ان تكفل بهذا الملف العربي عزوز الذي اعتبره مجاهدا فهو الذي سيّر الحملة ضد السل ثم السيفليس وكان معه اطباء وممرضون.. هذا ما أمكن لهامرشولد زيارته ومعاينته ميدانيا... وبالمناسبة ولما كنت في وزارة المالية والتخطيط جاء داغ هامرشولد ثانية الى تونس، وقال اريد ان يأخذني بن صالح الى مركز الجبل الأحمر.. كان ذلك بعد سنوات من زيارته الاولى. ثم جاء خلفه «اوتانت» Utante وهو من يرمينيا، حيث خلف هامرشولد على رأس المنتظم الأممي، وعندما أدى زيارة الى تونس، وقد كان متأثرا دون شك بكلام هامرشولد عن مركز الجبل الأحمر فطلب ان يقوم بزيارة الى المركز هو أيضا». وعندما سألت «سي أحمد» بن صالح عن احساسه تجاه هذا الامر قال «إننا نعتبر اننا نقوم بواجبنا تجاه تونس التي خرج منها الاستعمار الفرنسي لتوّه... واعتبر ان هذا كله يدخل في خضم ما يجب القيام به لتهيئة البلاد للنمو والتنمية... وهذا ما يعتبره «قونار» الكاتب السويدي بالمقدّمات او les préalables وكأننا أعددنا العدة على مستوى البشر وقد بدأنا بالمرأة الريفية وانتهينا بالحملات على الأوبئة والأمراض والجراثيم.. لكأننا نهيئ انفسنا للعمل الجاد، لتكون البلاد كما اردناها وهنا ذكّر «سي أحمد» بأن حملة النظافة التي انجزتها وزارة الصحة العمومية والشؤون الاجتماعية بمعية ومشاركة المنظمات الوطنية والحزب والاتحاد والتي كانت ساحتها تونس العاصمة لمدة اسبوعين، قد طالت كحملة مماثلة في مدن وولايات أخرى داخل البلاد. وهنا يضيف «سي أحمد» قوله: «في تلك الفترة اصلحنا كذلك إدارة المستشفيات والمؤسسات الصحية..