باءت الحرب الأمريكية العدوانية ضدّ العراق على الغزاة بالوبال والخسران حيث تحوّل ضحايا ضربات المقاومة العراقية النوعية والشجاعة الى لوحات رسم فوتوغرافي يستلهم منها الأمريكان العبر ويأخذون منها الدروس الانسانية. فقد اصبح وجه ريك ياروش الجندي الأمريكي السابق في العراق موضوع احدى اللوحات المعروفة في «ناشيونال بورتري غاليري» بواشنطن عقب تحوله الى كتلة من الجلد المنتفخ مع ثقبين على مستوى الأنف والعينين والأذن. الفلوجة مقبرة الغزاة وحسب المصادر الأمريكية في وزارة الدفاع فان ريك استهدف من قبل المسلحين بالعراق في مدينة الفلوجة وتضيف المصادر أن ريك ياروش نجا من تفجير خزان الوقود في اَليته العسكرية بفعل لغم ارضي بعد ان أمضى 6 اشهر في المستشفى خضع خلالها للعديد من العمليات الجراحية. وتشير الجهات ذاتها الى أن ريك بترت ساقه وأصيب بحروق بليغة في ذراعيه ويديه ووجهه أدت الى احتراق 60 من جسمه. من جانبه اعتبر الفنان ماثيو متشل الذي التقط صورا للجندي الأمريكي أن ريك يمثل حالة استثنائية من الحالات التي التقاها في الجيش، موضحا أن شعورا بالهلع والخوف والاكتئات يسود الجنود السابقين. وأضاف ميتشل انه من خلال تجربته في الجيش الأمريكي وجد ان الحرب خلقت احساسا باليأس والقنوط لدى عناصر الجيش وانهم لم يعودوا يؤمنون «بحقيقة الرسالة» التي يفترض بهم تأديتها على حد زعمه. ويظهر الجندي السابق في لوحة بورتري مرتديا قميص الجيش القطني بوجهه المنتفخ الذي تعلوه نظرة «مشرقة وثاقبة». وزعم الرسام أن الصّورة تجسّد جسارة واقدام «رجل شجاع» على حد ادعائه. العراق من الاحتلال الى التدويل في سياق اَخر، بدأ مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية أوسكار فرنانديز تارانكو أمس مهمته في بغداد ببحث اَليات التحقيق في التفجيرات الدامية التي ضربت العاصمة العراقية. وتطرق مساعد بان كي مون مع وزير الأمن الوطني العراقي شيروان الوائلي الى الأدوات القانونية والسياسية والفنية التي ستتبع في التحقيق في تفجيرات 9 أوت و 27 اكتوبر الماضيين. كما تمت مناقشة سبل تقصي الحقائق في المئات من الوثائق والصور التي اعدتها الحكومة العراقية المنصبة لعرضها على المبعوث الأممي والتي تتهم مسؤولين في حزب «البعث» وتنظيم «القاعدة» بالضلوع في الحادثين المسلحين. وتعتبر مهمّة تارانكو خطوة تمهيدية نحو ارسال فريق تحقيق دولي في التفجيرات الأخيرة.