بالنظر الى خوضه لمباراة قوية مساء الخميس انتهت بعد 97 دقيقة وما خلفته من ارهاق يمكن اعتبار سباعية الترجي الرياضي في شباك شقيقه الأصغر « تاريخية» وانجازا غير مسبوق.. كما كان الرقم يؤشر في كل لحظة للارتفاع امام فريق تكلم كثيرا قبل هذا الموعد ولم نسمع صوته داخل الميدان بل كان تائها... هائما من رأسه حتى أخمص قدميه... فهذه النتيجة لم يكتبدها ترجي الجنوب في اتعس حالاته بلاعبين «جائعين» فكيف ستهضمها الجماهير وهي التي حصلت بلاعبين لا يعرفون الجوع.. بل هم يعيشون أحلى فترات حياتهم عبر فائض من الدلال الذي علّمنا أجدادنا انه لا يخلّف إلا «الهبال» وهو ما نخشاه على الترجي الصغير الذي ننصحه اولا بتغيير سياسته التسييرية وخططه الفنية وخاصة جياده الكروية التي راهن عليها ولم تحقق له غير البلية.. ورغم ان ترجي الجنوب لم ولن يكون على مشارف كارثة بإذن الله إلا ان الجميع اقتنعوا بالمثل الفرنسي الشهير «المال لا يصنع السعادة» وما على رئيس الجمعية إلا إعادة النظر في الوضعية الحالية لعلّه يجد الدواء ليشفي غليل الأحباء. الترجي الكبير قدّم برهانا جديدا على أنه مقبل على موسم استثنائي مع مدرب استثنائي ورئيس استثنائي ولاعبين لا «يحسبون» مع الألوان الحمراء والصفراء ودعم خرافي من الأحباء وبالتالي لا غرابة ان يظل الترجي دوما «جائعا» للانتصارات ويضرب ب «السبعة» اما منافسين بدأوا يشعرون ب «الشبعة».. النادي الصفاقسي خاض هو الآخر مباراة على الصعيد العربي وسط الاسبوع ودبّ الخوف في أطراف عائلته خاصة انه سيلاقي منافسا لا يقبل النقاش في الاستحواذ على كل النقاط لكن زملاء النفطي تلاعبوا بالنجم واجبروه على قبول الأمر الواقع والعودة الى نقطة الصفر في التعاطي مع مشاكله الداخلية ولا نظن رحيل رحيم وقدوم بن ساسي سيكون حلا شافيا لأصل القضية.. مستقبل القصرين استنجد بكل ما تبقى له من عزة نفس لينقذ نفسه من وضعية كانت ستأتي على الأخضر والأبيض وبهذا الانتصار يمكن لفريق السباسب ان يرنو الى أحلى المكاسب إذا واصل الجميع الالتفاف وابتعوا عن حرب الأحلاف.. ونفس الشيء ينطبق على الشبيبة القيروانية التي نراها في اتعس ظروفها قادرة على إيقاف اي جمعية وردّها منهزمة وراضية مرضية وهو ما حصل مع نادي حمام الأنف الذي وقفت له «زنقة الهروب» فكان المدرب مرة أخرى كبش الفداء الذي سواء قدم رأسه للذبح او لم يقدم كانوا سيذبحونه.. اتحاد المنستير أنقذ نفسه من ورطة لا طائل من ورائها خاصة ان الاولمبي الباجي كان متقدما عليه بما يوحي ب «هزّة» كروية على أرضية بن جنات لكن الاتحاد عاد ليلتحم ويهرب بكل نقاط المباراة على عكس النادي البنزرتي الذي عجز مرّة أخرى فوق ملعبه بما أغضب جمهوره الذي كان يحلم بتواصل الأيام الملاح على طول العام.. والأكيد ان جوّ القوافل حافل باقتسام النقاط في انتظار بقية الجولات. على جناح الألم منذ أيام كتب الحاج محمد نجيب العليوي بعض الحقائق عما يجري في ترجي الجنوب بما أغضب رئيس الجمعية فقال عنه بأنه «مجرّد» مراسل يستقي اخباره من المقاهي الشعبية.. واليوم سقط الترجي الجرجيسي بالضربة القاضية الفنية ومازال «الحاج نجيب» منتصب القامة يمشي ويتعامل مع الواقع بصلابة حديدية ولا تهمه الأسماء فوق كراسيها بقدر ما يعنيه ما تعانيه القاعدة الجماهيرية من الوضعية الكروية فمن عيونها ينهل الحقائق ومن مداد قلبه يكتب اخبار الفريق اليومية.