أكد طاقم سفينة «فرانكوب» أنهم كانوا ينقلون شحنة من المواد الغذائية عندما اختطفتهم البحرية الاسرائيلية، وليس أسلحة كما زعمت دولة الاحتلال فيما اعتبر رئيس مجلس النواب اللبناني أمس أن موضوع الباخرة وادعاءات الصهاينة هي اعتداء اسرائيلي «جديد وخطير» على لبنان و«يهدف الى التنصّل من تقرير غولدستون». ولدى وصولهم الى مرفإ بيروت مساء أمس الأول أعلن طاقم «فرانكوب» أن سفينتهم كانت متوجهة من إيران مع حمولة أغذية الى سوريا وقد توقفت في مرفإ دمياط المصري، ثم أكملت رحلتها الى سوريا قبل أن توقفها اسرائيل. وتساءل الطاقم عن أسباب إطلاق سراحهم من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي وعدم مطالبتها بفتح تحقيق دولي، إذا كانت باخرتهم تنقل شحنة أسلحة فعلا. وحسب صحيفة «النهار» اللبنانية فإن الجهات الملاحية القبرصية قالت ان رحلة الباخرة التي انطلقت من قبرص كانت تشمل أساسا لبنان من أجل إفراغ بضائع في مرفإ بيروت. اعتداء خطير ومن جانبه قال نبيه بري أن دولة الاحتلال الصهيوني سعت عبر مزاعمها حول حمولة الأسلحة الى «توريط لبنان» معتبرا أنها قامت باعتداء جديد وخطير في سبيل التخلّص من تقرير غولدستون. وتساءل بري «إذا كانت اسرائيل تطالب بتحقيق دولي في هذا الموضوع بعدما أفرجت عن الباخرة فكيف سيتم هذا التحقيق؟ وكيف سيتم الكشف عن الوقائع إذا كان الدليل لم يعد موجودا؟» وأشار الى أن الدليل الوحيد الباقي هي الأسلحة «التي وضعتها اسرائيل لتطيير تقرير القاضي غولدستون». وأكد رئيس مجلس النواب اللبناني أنه ليس بصدد الدفاع عن المقاومة في لبنان لأنها «ليست بحاجة لأي دفاع وليست هي موضع اتهام.. هي من حقها أن تأتي بالسلاح من أي مكان». وأشار بري الى أن الاتهامات الاسرائيلية مردودة عليها حيث «لا اليونيفيل البرية ولا اليونيفيل البحرية» أصدرتا بيانا حول الحادث «مع العلم أنه ما من مركب صيد الا ويفتش مرة وإثنتين وأكثر». وختم قائلا: «نحن في انتظار كلام واضح.. وإلا فإنه من أخطر الاعتداءات الصهيونية على لبنان». فشل استخباراتي ومن جانبها اعتبرت دمشق أمس ان اسرائيل فشلت عسكريا وأمنيا وسياسيا من خلال موضوع سفينة الأسلحة. وقالت صحيفة «تشرين» الحكومية السورية إن اسرائيل ثابرت خلال الأسابيع الماضية على تصنيع وفبركة مشاهد وأحداث في محاولة لتسليط الضوء عليها وإثارة الصخب حولها لتضليل الرأي العام الدولي ولجذب الانتباه نحوها بعيدا عن مناقشات الجمعية العامة للأمم المتحدة لتقرير غولدستون حسب وصفها. وأضافت الصحيفة أن الصهاينة قاموا بتصوير فيلم سينمائي ممجوج وسيئ الاخراج لحاويات تختبئ فيها الأسلحة خلف مواد غذائية وهي موضوعة على رصيف الميناء أو على ظهر السفينة، وتعتقل طاقم السفينة وتختطفها في المياه الدولية في ظل وجود عشرات السفن العسكرية الأمريكية والاسرائيلية التي تجري مناورات هناك منذ أيام حسب توصيفها للواقعة. وأشارت «تشرين» الى أن اسرائيل وهي تتدرّج من فشل عسكري الى فشل سياسي الى فشل استخباراتي، ثم فشل اعلامي لم تعد تدرك المصدر الحقيقي لكل هذه الهزائم، ذلك أن إمكانياتها التحليلية وقراءاتها السياسية لا تستند الى حجم ومدى المتغيرات الواقعية.