كعادتها جاءت نتائج الدور السادس عشر لكأس تونس حبلى بالمفاجآت حيث عرفت تمرّد «الصغار» وسقوط «الكبار» فامتد نجاح بعض الفرق من البطولة الى الكأس في المقابل كان الاقصاء المبكر لبعض الفرق الاخرى مؤشر يؤكد ما تعانيه تلك الفرق في هذا الموسم. «الشروق» وضعت هذه النتائج تحت مجهر المدرب عمر الذيب لتقديم قراءة فنية: «الكأس حافظ على نكهة المفاجآت بالرغم أنها ليست كثيرة في هذا الدور في حين كانت بعض النتائج الاخرى منطقية، أكدت سيطرة وأسبقية فرق تسلحت بالخبرة وواصلت انتعاشتها». المفاجآت... وثورة الصغار تحدث عمر الذيب عن بعض النتائج التي اعتبرها مفاجئة قائلا: «الاهلي الماطري تمرد على الافريقي مذكرا الجميع بماضيه التليد حيث لعب على إمكانياته وفاجأ الافريقي بأسلوب لعب سريع ولعب من دون مركبات، في المقابل تواصلت متاعب الافريقي الذي شفعت له خبرته في تجنب انسحاب كان مؤكدا. فمستقبل المرسى من جهته أثبت صلابته على أرضية ميدانه وواصل البداية الجيدة في سباق البطولة من خلال تمركز جيد للاعبيه على أرضية الملعب ودراسة منافسهم واللعب بندية كبرى مع النجم الساحلي الذي تأثر كثيرا بالمردود السلبي في البطولة ولم يستطع تجاوز عقبة أصحاب الارض بالرغم من تغيير المدرب. مستقبل المرسى كان جاهزا عى جميع المستويات واستحق الترشح المفاجأة وإن صحت العبارة تنحسب على الملعب الصفاقسي بنجاحه في بلوغ الدور الثمن النهائي وبالرغم من أن القرعة أنصفته في بلوغ هذا الدور، فإن مجهودات الفريق كانت واضحة وأكد مرة أخرى أنه يحسن التعامل مع مباريات الكأس. عنصر المفاجأة، حضر كذلك في المباراة التي ترشح فيها النجم الرياضي الخلادي على حساب حمام الانف، أصحاب الارض أثبتوا مرة أخرى أن فريقهم صعب المراس على أرضه وأمام جمهوره فهو لا يساوم واستفاد من الفترة الصعبة التي يمر بها مضيفه الذي تواصلت إخفاقاته من البطولة الى الكأس فهذا الفريق كان بعيدا عن مستواه فهو لم ينجح في بناء فريق شاب ولم ينجح في تصحيح بعض الاخطاء الفنية الواضحة خاصة على مستوى خط الدفاع. إقصاء مؤلم الاقصاء المؤلم تمثل في خروج الترجي الرياضي الجرجيسي وشبيبة القيروان اللذان كانا ضحية القرعة التي لا ترحم، الترجي الجرجيسي الجريح لم يكن متوازنا بسبب تغيير المدرب والمشاكل الهجومية الواضحة في خط الهجوم الى جانب غياب الانسجام بن جميع اللاعبين وقد اصطدم بفريق الملعب التونسي، المتماسك والحصان الاسود للبطولة هذه السنة بفضل حنكة مدربه الذي يحسب له إدخال القصداوي الذي كان حاسما ورجح كفة فريقه وكان الملعب التونسي وفيّا لعادة الهجومات المعاكسة والتوزيعات العرضية. أما شبيبة القيروان فقد قدم مردودا جيدا بقيادة مراد محجوب الذي نجح في توظيف فنيات لاعبيه في خدمة المجموعة ولاحظنا تماسك الفريق بفضل سرعة وفنيات الميساوي وماهر عامر، لكن بعض الاخطاء حكمت على الفريق بالخروج لانه واجه فريقا استعاد بعضا من توازنه في الآونة الاخيرة واستفاد من خبرة تكونت له طيلة سنين ماضية في إطار سباق الكأس فلا يجب أن ننسى أنه فريق لعب نهائي الموسم الماضي في حين كانت جاهزية الحارس مروان بريّك حاسمة. حكمة المنطق حسب المدرب عمر الذيب كانت بقية النتائج منطقية وعادية حيث قال: «فوز النادي الصفاقسي على مستقبل ڤابس كان منتظرا بحكم عودة أصحاب الارض الى مستواهم بسبب نجاعة التحويرات في صلب الفريق ونجاح المدرب في إعادة الثقة للاعبيه، كما أن الترجي الرياضي حافظ على ثبات مستواه في لقاء الكأس وهو فريق يتميز بالتناغم والانسجام وديناميكية المجموعة، كما أن الحلول البديلة كانت كثيرة في المقابل استمات قوافل ڤفصة قدر الامكان وظهر بوجه مغاير تماما خاصة بفضل حركية وسط الميدان والهجوم لكن الترجي كان حاسما. أمل حمام سوسة نجح في تجاوز عثرات البطولة بترشح ثمين على حساب مضيفه الملعب الافريقي لمنزل بورڤيبة، فقد استعاد أبناء شهاب الليلي بعضا من تماسكهم وعالجوا بعض النقص على مستوى الهجوم. النادي القربي فرض أسلوبه على قصور الساف بفضل خبرته ودرايته بهذه النوعية من المباريات كما أن النادي القربي يتميز بفنيات لاعبيه وهو ما جعله يسجل ثلاثية كاملة. منطق «القوة» والافضلية تواصل في المباراة الذي تغلب فيها اتحاد بن ڤردان القوة الصاعدة في الكرة التونسية، على حساب اتحاد سليانة الذي قدم كل ما لديه لكنه واجه فريقا متشبثا برغبة في الترشح لتصحيح مسار البطولة. الاولمبي الباجي واصل التحسن الملحوظ في مستواه منذ قدوم المدرب الجديد الذي عالج كما يجب مشكلة العقم الهجومي، كما أن الاولمبي الباجي واجه فريقا يعاني بعض الشيء في هذا الموسم، فكانت الافضلية للخبرة وللاكثر جاهزية. بنفس المنطق كانت الغلبة لجندوبة الرياضية عنوان الخبرة والتجربة على طموح الملعب السوسي وهو نفس ما حصل في لقاء مستقبل الڤصرين بضيفه الاهلي الصفاقسي، فأصحاب الارض أصبحوا من بين الفرق التي تتمتع بالخبرة والقدرة على التعامل مع مثل هذه الوضعيات، كما أن عمل المدرب كمال الزواغي بدأ يثمر. ورغم الفوز العريض لجمعية جربة على مكارم المهدية، إلا أن ذلك لا يمكن وصفه بالفوز السهل لجمعية جربة بل السبب الاساسي في ذلك هو المردود المحيّر لمكارم المهدية في الآونة الاخيرة فهذا الفريق يحسن التعامل في غالب الاحيان مع مباريات الكأس لكن الوضع كان مغايرا تماما هذه المرة.