أسدل الستار مساء السبت 7 نوفمبر على الدورة السادسة لأيام حضرموت لفن الممثل بسوسة بعرض انتاجات الورشات المقامة التي أشرف عليها ثلّة من المسرحيين كمنير العرقي، الهاشمي العاتي، أنور السعافي ومحيي الدين بن عبد اللّه.. واختتمت التظاهرة بعرض مسرحي من إنتاج المسرح الوطني بعنوان «بنت الجنرال قابلار» من اخراج دافيد قوشار، تأليف ايسون وترجمة محمد ادريس.. هذه المسرحية أثارت الجدال منذ انتاجها وولدت عدة ردود أفعال بعد كل عرض وهو ما حدث أيضا بعد عرضها مساء السبت في سوسة. في ظلّ غياب الندوات تبقى الورشات من أهم الأنشطة المنظمة في هذه التظاهرة بحكم أبعادها وأهدافها قصد ترسيخ ثقافة الفرجة المسرحية لدى كل مشارك. وتمرير قواعد اللعبة المسرحية بأبعادها الفنية والأخلاقية. قدمت ورشة الإيماء عرضا جسّم أهمية هذه اللغة التواصلية شكلا ومضمونا عكست جدية وانضباط أنور الشعّافي في تأطير مجموعة الشبان الذين أقبلوا على ورشته كذلك الشأن بالنسبة لورشة صنع الأقنعة حيث لقّن المسرحي محيي الدين بن عبد اللّه الأطفال بعض تقنيات صنع الأقنعة المسرحية وكيفية توظيفها من خلال قصة بسيطة مما قد يرغّب ويقرّب هؤلاء البراعم من الفنّ الرابع لكن بقية الورشات لم تقدّم إضافة ملحوظة. منير العرقي يؤكد! التقت «الشروق» بمنير العرقي الذي أكد على وجاهة هذه الملاحظات مثنيا على موضوعية ودقّة متابعة «الشروق» لمختلف تفاصيل هذه التظاهرة وأرجع تواضع النصوص المسرحية الى التركيز الكلي من طرف منشطي الورشات على التقنيات المراد تبليغها واعتبار النص مطيّة أو مجرد وسيلة لا غير على حدّ تعبيره مؤكدا على وجوب الاهتمام بهذا الجانب! بنت الجنرال قابلار بين حرارة النص وبرود الأداء بعد «مستر ميم» و«القرار» كان لجمهور المسرح موعد مع العرض المسرحي الختامي لهذه التظاهرة بعنوان «بنت الجنرال قابلار» في تجربة جريئة لم تقف حد ترجمة نصّ لواحد من أهم المؤلفين العالميين بل تجاوزتها لتوظيف التجربة الفرنسية في مجال الاخراج بطريقة المخرج دافيد قوشار والذي سيطر بحرفية كبيرة على المجال السينوغرافي عاكسا جمالية تضمّنت تقنيات جدّ متطورة كذلك الشأن في ما يخص تحرّك الممثلين إلا أن تفعيل الشحنات التعبيرية كان الحلقة الناقصة وعلى العكس فالأداء كان باردا باطنا لم نعهده من المسرح الوطني والذي يراهن على فنّ الممثل وعلى الطاقات التي مرّت من هذا الهيكل أو التي مازالت تخوض انتاجاته كصلاح مصدّق، جمال ساسي وغيرهما كثير، وما عدا صلاح مصدّق وبسّام النابلي اللذين كانا وفيّين لطاقتيهما الابداعيتين فإن البقية برزوا بتواضع الأداء.