بلغ عدد الإصابات بفيروس A/H1N1 في تونس إلى غاية يوم الأحد الماضي 338 حالة إصابة سجّل أغلبها في إقليمتونس الكبرى وذلك حسب ما ذكره الدكتور نورالدين عاشور مدير عام المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدّة في ندوة صحفية عقدت مساء أمس بمقر وزارة الصحة العمومية حضرها الدكتور محمد بن العائبة المدير العام للصحة والدكتور المنجي الحمروني مدير الرعاية الصحية الأساسية. وسجّلت العاصمة حسب المتحدث 215 إصابة بالفيروس تليها صفاقس ب28 إصابة ونابل ب38 إصابة وبنزرت ب14 إصابة. كما أشار إلى أن 60٪ من الحالات الجديدة تم تسجيلها في الوسط المدرسي خاصة منها البعثات الفرنسية في تونس.. الوضع الذي أدى إلى الغلق الظرفي لكل من مدرسة بول فيرلان منذ 10 نوفمبر ومعهد قيستاف فلوبار منذ 13 نوفمبر وذلك لمدة أسبوع. وتحدّث الدكتور عاشور عن حالات أخرى متشتتة ظهرت في مؤسسات تربوية وجامعية وطنية ما تزال تحت المتابعة.. سجلت خاصة في المعهد الوطني الرياضي بالمنزه ومدرسة إعدادية بنابل ومدرستين ابتدائيتين بالعاصمة... «تتواصل متابعة تطور الوضع بها عن كثب لاتخاذ القرار الملائم» حسب قوله. وفيما يتعلق بحالات الوفاة ذكر الدكتور عاشور أنه تم تسجيل حالة وفاة أولى لبحّار يبلغ من العمر 34 عاما أصيل معتمدية ملولش من ولاية المهدية وحالة وفاة ثانية لشاب من العاصمة يبلغ من العمر 36 سنة عاد الطبيب يوم 12 نوفمبر لكنه توفي يوم 14 نوفمبر وتؤكد المصادر الصحية الرسمية على أن المتوفيين كانا يشكوان من أمراض مزمنة (الكبد للحالة الأولى والقلب للحالة الثانية) ممّا تسبب لهما في مضاعفات خطيرة أدت إلى وفاتهما. من جهته قال الدكتور محمد بن العائبة إن المرض جائحة فرضت على تونس تماما كما فرضت على باقي دول العالم وهو مرض جديد يتميز بسرعة انتشاره رغم التشابه الكبير لعوارضه مع عوارض القريب الموسمي. وأشار إلى أن انطلاق الوباء بداية الشهر الحالي من خلال تناقل العدوى الجماعية بين الأشخاص يعني بداية المرحلة الثالثة من استراتيجية مقاومة هذا الفيروس (من الخطة الوطنية التي تم وضعها مبكرا أي منذ ظهور الفيروس نهاية شهر أفريل الماضي)... وذلك بإغلاق الأقسام والمدارس إن تطلب الأمر ذلك وعبر متابعة الوضع الصحي لمحيط المصاب لتأكد سلامة المحيطين به. كما أكّد على تعزيز أقسام الفيزولوجيا في مختلف الجهات وذلك بالتقنيات وبالموارد البشرية اللازمة قصد تقريب الخدمات من المواطن في كامل مناطق الجمهورية.. مشيرا إلى أن التحاليل الأولية التي يتمّ إجراؤها في تلك الأقسام تحظى بمصداقية تصل إلى 70٪... بدوره أشار الدكتور عاشور إلى توجيه التحاليل من خلال اعتبار كل الحالات المشكوك فيها تحاليل خاصة بفيروس A/H1N1. وذكر الدكتور بن العائبة أيضا أنه تم تعزيز المخزون الاحتياطي من الأدوية وأن الأدوية متوفرة في كل الصيدليات في كامل تراب الجمهورية. وتحدث الدكتور منجي الحمروني عن التلقيح فقال إنه اختياري وأن عملية التلقيح انطلقت منذ حوالي أسبوع وذلك حسب القائمة الأولية للصفوف الأمامية المزمع تلقيحها ومنها الإطار الطبي وشبه الطبي وموظفو الأمن والجيش الوطني وكذلك المصابون بالأمراض المزمنة. ويتوفّر اللقاح حسب الدكتور الحمروني في كل الجهات في انتظار وصول الدفعة الثانية من اللقاح خلال أيام العيد وفقا لما ذكره الوزير منذرالزنايدي للصحفيين قبيل انطلاق الندوة.. مشيرا إلى أن محاولات البعض الشخصية في استهلاك الأدوية المضادة لفيروس A/H1N1 دون وصفة طبية من شأنها أن تؤثر على مناعة الشخص وبالتالي مضاعفة خطورة إصابته.. إذا أصيب بالفيروس.