كشفت مصادر صحفية بريطانية أمس أن لندن وضعت خطة جديدة للحرب في افغانستان تعتمد على شراء ذمة المجندين المحتملين لحركة طالبان بأكياس من الذهب فيما اكدت المصادر ذاتها ان الحركة تمكنت مؤخرا من بسط سيطرتها و «تثبيت اقدامها في شمال افغانستان». وقالت صحيفة «التايمز» البريطانية ان الجيش البريطاني وضع دليلا على ذمة جنوده وانه سيتم تدريسه لجميع الجنود الجدد في الجيش. وهو عبارة عن استراتيجية جديدة تعتمدها لندن في حربها هناك. درس في الرشوة! وأكدت الصحيفة ان الدليل الميداني الجديد بشأن مكافحة التمرد يقترح قيام قادة القوات البريطانية في افغانستان بدفع ما يكفي من المال لاقناع الافغان بعدم الانضمام الى حركة «طالبان»، مشيرة الى انه سيتم تكوين الضباط لانجاز هذه المهمة والتي تدفع نحو 10 دولارات في اليوم لتجنيد المقاتلين المحليين. ونسبت «التايمز» الى اللواء البريطاني بول نيوتن قوله ان «افضل سلاح لمواجهة المتمردين ليس اطلاق النار وانما هو استخدام اكياس من الذهب على المدى القصير لتغيير الأوضاع الأمنية في افغانستان على ان يتم تنفيذ ذلك بحكمة على حد قوله. واشارت الصحيفة الى ان القادة العسكريين البريطانيين في افغانستان والعراق اشتكوا من أن المال المتوفر لديهم لاستخدامه في ساحة المعركة ضئيل جدا بالمقارنة مع المال المتوفر لدى نظرائهم الأمريكيين. ومن جانبها نفت وزارة الدفاع البريطانية أمس ان تكون اوصت جنودها بشراء ذمة الافغان واوضح الناطق باسم الوزارة ان «المقاربة تقدم تعليمات حول اهمية تمويل مشاريع قد تكون لها نتائج سريعة لكسب ثقة السكان المحليين». «طالبان» تبسط نفوذها وعلى صعيد متصل قالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية، ان حركة «طالبان» تمكنت من بسط سيطرتها وتثبيت اقدامها في اربعة مناطق لاقليم بلاك شمال البلاد من اصل 14 منطقة. واضافت ان «طالبان» كثفت في الاشهر الأخيرة هجماتها باستخدام القنابل المزروعة على جانب الطريق واساليب مختلفة. ولفتت الصحيفة الى أن الوجود المتنامي للحركة في شمال افغانستان «يشكل تحديا جديدا لقوات التحالف لا سيما انها قريبة من ممرات الامداد القادمة من الشمال التي يصل قوامها هناك الى 520 جنديا سويديا وفنلنديا» وفي تصريح «للمونيتور» قال قائد القوات السويدية أولف غراناندر ان «هناك مخاطر من احتمال تنامي قدرة المسلحين مستقبلا خاصة في الربيع والصيف». واعتبرت الصحيفة ان اكبر المكاسب التي حققتها «طالبان» كانت في اقليم قندوز الشمالي حيث تشكل الحركة حكومات ظل في واحدة من المناطق «على الأقل».