يلاقي الخط الأخضر الذي خصصته وزارة الصحة للاستفسار عن مرض القريب إقبالا كبيرا جعل من الصعب الحصول عليه، رغم محاولتنا طيلة ساعات وبالتوازي مع ذلك، أصبح التونسيون من أكبر شعوب الأرض طرحا للأسئلة حول فيروس الخنازير في العالم أمام عدة دول مثل فرنسا، كما بلغ العبث ببعض الشباب حد الدعوة إلى «حفلات عدوى» في صفحات الموقع الاجتماعي «فايس بوك». وتبعا لموقع غوغل، فقد كان التونسيون أكثر شعوب الأرض طرحا للأسئلة حول كلمة «قريب» في الأسبوع الثالث من شهر نوفمبر أي بعد تحول الفيروس إلى وباء عام في تونس وإغلاق عدة مؤسسات تربوية تفاديا للعدوى وجاء التونسيون قبل الشعب الفرنسي في الترتيب ثم تراجعوا قليلا في نهاية الشهر إبان عيد الاضحى ليتزعم الفرنسيون القائمة يليهم التونسيون ثم المغاربة ثم السويسريون كما تضاعف بحث التونسيين في محرك غوغل عن كلمة «قريب» مرتين خلال أيام. بارتي للقريب وعلى الشبكة الاجتماعية لموقع «فايس بوك» ظهرت عدة مجموعات تدعو للنقاش حول الفيروس، وحظي بعضها بمئات المشتركين حيث تدور نقاشات تدل على اطلاع حسن على خاصيات الفيروس وتطورات المرض وتتهم أخرى مخابر الأدوية العالمية باختراع المرض وبث الخوف لتصريف الأدوية، أما أغرب ما يمكن العثور عليه في الموقع الاجتماعي فهو الدعوة إلى حفلات القريب الخاصة «القريب بارتي»، على غرار ما يفعله شباب عدة مجتمعات أوروبية من الدعوة إلى حفلات عدوى، تحت شعار «تعال إلى العدوى بالقريب لكي تحصل على المناعة»، وقد ظهرت مثل هذه الدعوات في مجموعات «فايس بوك» التونسية وهي تثير مخاوف الأطباء والمسؤولين عن الصحة لأنها تقوم على معلومات خاطئة عن الفيروس وإشاعات لا قيمة لها بأن من يصاب مرة بالفيروس يكتسب مناعة فيما بعد والحقيقة أن عدة أشخاص يعانون دون أن يعلموا من قصور في مواجهة المرض مما قد يؤدي بهم إلى تعكرات صحية خطيرة كانوا في غنى عنها. في الصيدلية صيدلي بوسط العاصمة قال لنا إنه تلقى لقاح القريب الذي اقتنته وزارة الصحة وهو FOCETRIA من مخابر نوفارتيس وهو أحد اللقاحين اللّذين وافقت عليهما منظمة الصحة العالمية والوكالة الأوروبية للأدوية وقال الصيدلي إن تونس تظل في وضع جيد في مواجهة الفيروس مقارنة بدول أخرى ظهرت فيها لقاحات غير مضمونة ولم تحظ بموافقة الهيئات الصحية العالمية وتبعا لمصدر رسمي فقد تم تقديم 20 ألف حقنة من اللقاح إلى الصيدليات التونسية التي تحصل عليه في شكل علبة ذات 10 حقنات جاهزة وتباع الحقنة مقابل 12 دينارا و852 مليما، وشدد محدثنا على أنه يمنع منعا باتا تقديم اللقاحات دون وصفات طبية وأن وزارة الصحة قد اتخذت كل التدابير لمنع ذلك بالتنسيق بين الأطباء والصيادلة. ويقول هذا الصيدلي إن الصيدليات لم تشهد بعد إقبالا كبيرا وأن ذلك عائد حسب رأيه إلى تحفظ الأطباء في الأمر باللقاح إلا في حالات المرض الواضحة ورغم أن اللقاح الجديد صالح ضد كل أنواع فيروسات القريب، فإن الأطباب يفضلون التريث وعدم التسرع في و صفه ويضيف محدثنا أن أغلب الأطباء يكتفون بوصف الأدوية المخففة من عوارض القريب مثل الباراسيتامول أو المضادات الحيوية التي تلقى إقبالا كبيرا حتى دون وصفات.