عنّف شاب خصمه وأسقطه أرضا أمام أنظار والدته، فانتقم منه بطعنه بسكين في ثلاث مناسبات كانت كافية لإنهاء حياته، حدث ذلك قبل أشهر قليلة بأحد الأحياء غرب العاصمة، وملف القضية أحيل على أنظار الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس لتقرّر في شأنه ما تراه مناسبا. وتفيد وقائع ملف، القضية التي جدّت بأحد الأحياء غرب العاصمة، أن شابين يعرفان بعضهما البعض معرفة سطحية شاركا في جلسة خمرية مع عدد آخر من شبان الحي الذي يقطنان به، فحدث خلاف بينهما لسبب بسيط لكن سرعان ما تدخل الحاضرون ونجحوا في فضّ الخلاف وتواصلت الجلسة الى حدود الحادية عشرة ليلا، غادر اثرها كل واحد الى حال سبيله. وجاء في الأبحاث المجراة، أن أحد الشابين، لحق بخصمه أمام منزل عائلته، وناداه، فخرج ومباشرة شرع في تعنيفه، أمام أنظار والدته، التي حاولت التدخل لإبعادهما عن بعضهما، لكن الخصم واصل تعنيف ابنها بسبب تفاوت موازين القوى بينهما، وبضربة قوية، تمكّن من اسقاطه أرضا، وجثم فوقه، وواصل لكمه في مواطن مختلفة من وجهه وصدره. وجاء في ملف القضية، أن الخصم غادر المكان وراح الى حال سبيله في حين أن الشاب الثاني ساعدته والدته على النهوض والتحامل على نفسه، ودخل منزل عائلته، ومكث قليلا على فراشه، لكنه أحسّ بإهانة كبيرة، وجرح لكرامته، فنهض من مكانه، وتوجه الى المطبخ، حيث التقط سكّينا وأخفاها داخل ثيابه، ثم غادر المنزل في هدوء وخرج الى أرجاء الحي بحثا عن خصمه، وظلّ يبحث عنه مدّة نصف ساعة، الى أن وجده بأحد الأنهج يسير بمفرده، فظلّ يترصّده ويقتفي أثره، الى أن باغته من الخلف، بطعنة قوية بواسطة السكين على مستوى ظهره، ولما التفت اليه خصمه، عالجه بطعنة ثانية على مستوى كتفه، ثم أردفها بثالثة على مستوى أعلى الصدر قرب الرئة، وكانت طعنة قوية للغاية، حيث انغرس السكين في صدر الهالك، الذي فقد توازنه تماما، وسقط أرضا بلا حراك حيث أدّت هذه الطعنة حسب تقرير الطبيب الشرعي الى وفاته مباشرة، وظل ملقى أرضا والسكين منغرسة في صدره، حوالي ربع ساعة الى أن تفطن اليه عامل تنظيف بلدي، فأعلم أعوان الأمن، الذين حلوا على جناح السرعة، ونقل الهالك الى المستشفى، لكنه كان جثّة هامدة. وقد تمكّن المحققون من الكشف عن هوية القاتل وإلقاء القبض عليه، قبل ساعات الفجر، واقتادوه الى مقرّ التحقيق، حيث اعترف بماديات الواقعة، وردّ ذلك الى شعوره بإهانة كبيرة من الهالك، لمّا أوقعه أرضا وجثم فوقه يعتدي عليه، أمام أنظار والدته، فقرّر الانتقام منه بواسطة السكين. وباستكمال الأبحاث أحيل ملف القضية على أنظار الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس، لتقرر في شأنه ما تراه مناسبا قريبا.